الحكم حول أكلة لحم الضبع مختلف بين الفقهاء، وفقاً للمذهب المالكي والحنفي، حيث يحرم تناولها بناءً على حديث "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع". ومع ذلك، هناك رأي آخر يؤيد الإباحة ويعتمد على أقوال صحابة كبار مثل علي بن أبي طالب وزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها. يرى هؤلاء الصحابة أن الحديث السابق يمكن تقييده بالأنواع الأخرى من الحيوانات التي لها أسنان حادة فقط وليس الضباع تحديداً.
الباحثون يستندون إلى قصة جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنه- عندما سأل هل تعتبر الضباع نوعاً من الصيد وما إذا كان جائزاً أكله أم لا. رد فيه بالإيجاب مشيراً إلى موافقته مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. علاوة على ذلك، يشرح العلماء كالشيخ ابن القيم رحمه الله أن الضبع تختلف عن باقي الحيوانات التي ورد ذكرها في أدلة التحريم لأنها لا تمتلك غرائز حيوانية متوحشة كتلك الموجودة لدى الأسود والثعالب وغيرها مما يسمّى بالسباع. لذلك، قد يُعتبر هذا الفرق دليلاً لتخصيص النهي عن كونه خاص بذات السرعة البرية بينما يُسمح بالأكل من اللحوم المستمدة منها.
في النهاية، اتخذ العديد من العلماء المعاصرين موقفاً مؤيداً لإباحة استهلاك لحمة الضبع استناداً لهذه الآراء المتنوعة والمناقشات التاريخية الواسعة. ولكن يجب التنويه إلى ضرورة التقيد بشروط الصحة العامة عند اقتناء أي طعام بما فيه لحوم الطرائد المختلفة للحفاظ على سلامتك الشخصية وصحتك العامة.
