- صاحب المنشور: فدوى المجدوب
ملخص النقاش:
تُحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة في قطاع التعليم العالمي بإمكاناتها غير المسبوقة لتقديم تجارب تعلم شخصية ومبتكرة. يمكن لهذه التقنيات توفير موارد تعليمية مُخصصة بناءً على احتياجات واستيعاب كل طالب فردي، مما يعزز الفهم العميق للمواد الدراسية ويحسن الأداء الأكاديمي. كما تساهم أدوات التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي في زيادة كفاءة المعلمين وأثرهم من خلال تقديم الدعم التحليلي وتبسيط المهام الإدارية الروتينية.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للتعلم الآلي تحسين عملية تصحيح الاختبارات والتقويم، حيث يمكن لنماذج اللغة المتقدمة مثل GPT (نموذج لغة كبير) القيام بتقييم أكثر دقة واتساقاً مقارنة بالتقييم البشري التقليدي والذي غالباً ما يفتقر للإنسانية والدقة الكافية بسبب عوامل مختلفة منها الوقت أو الظروف الشخصية للممتحن.
ومع ذلك، فإن الاستخدام الواسع للأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية يتطلب مواجهة بعض التحديات الأساسية أيضاً. أحد أهم هذه القضايا هو مسألة تكافؤ الوصول؛ فقد يشكل عدم توفر الإنترنت عائق أمام الطلاب الذين يعيشون خارج المناطق الحضرية. وبينما تعمل العديد من المؤسسات الحكومية والمبادرات الخاصة حالياً على سد فجوة الرقمية بين المجتمعات المختلفة، يبقى الأمر بحاجة لإجراءات حاسمة للتغلب عليه تماما.
هناك أيضا مخاوف بشأن الخصوصية والأمان فيما يتعلق بجمع البيانات الشخصية للطلاب أثناء استخدام تلك الأدوات عبر الشبكات الإلكترونية. ومن الضروري وضع قوانين ملزمة لحماية حقوق الأفراد وصيانة سرية معلوماتهما تحت أي ظرف سواء داخل نطاق المدارس أم خارجه.
وفي الجانب الأخلاقي، قد يؤدي الاعتماد الزائد على البرمجيات الداعمة للذكاء الاصطناعي في سير العملية التدريسية إلى فقدان قيمة التفاعل الاجتماعي والعاطفي الذي يحصل عليه الأطفال عندما يتم تدريبهم وفق نظام مدرسي تقليدي يديره البشر ويتضمن تبادل مباشر وجهاً لوجه بين المُعلم وزملائه الطلبة. وهذا محفوف بخطر خلق شعور بالعزل لدى الشباب وانخفاض مهارات التواصل لديهم مستقبلاً مما سيجعلهم أقل قدرة على التأقلم ضمن بيئة عمل تنافسية ومتغيرة باستمرار.
إن إدراك وفهم مدى تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي -إيجابا وسلباً- أمر ضروري لمساعدتنا لاتخاذ قرارات مدروسة حول كيفية استخدامه لتحقيق نتائج تعليم أفضل لكل طفل بغض النظرعن خلفيته الاجتماعية والثقافية والمعرفية.