في الإسلام، يجوز للأطفال وأصحاب الأعذار مثل المرض والضعف البدني أداء فريضة الحج نيابة عن غيرهم، ولكن هذا العمل لن يعتبر بديلاً عن أدائها شخصياً عند بلوغ الشخص البالغ سن الرشد واحتمالية قدرته على الأداء بنفسه. كما ورد في الحديث الشريف: "عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رفعت امرأة صغيرها فقالت يا رسول الله، أليهذا حَج؟ فقال: نعم ولك أجر." (مسلم)
وفقاً لهذا الحديث وغيره من الروايات الصحيحة، يتم منح الصغير الذي يؤدي المناسك بالحج ثواب جزيل وعظيم. ومع ذلك، فإن ذلك لن يغني عن حاجة الفرد إلى تأدية الفرض عندما يكبر ويكون قادرًا جسديًا ونفسياً على القيام بذلك بمفرده مستقبلاً.
ومن الجدير بالذكر أيضًا قول القاضي والفقه الأكاديمي أنه رغم اعتبار أعمال الطفل مشروعاً وتستحق الثواب، إلا أنها ليست إلزامية ولا تكفر عنها واجباته المستقبلية لاحقاً. وبذلك يكون واضحًا أن حرص الأمهات والأباء على تعليم أبنائهن صغار السن مواكبتهم لمناسك الحج ليس فقط مصدر فضيلة وثواب لكل طرف مشارك فيه، خاصة فيما يتعلق بتقديم الدعم والتوجيه المناسبين لعائلاتهم خلال رحلاتهم المقدسة هذه.
