• صاحب المنشور: مريام العياشي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الذي نعيشه حاليًا, أصبح للتكنولوجيا تأثير عميق ومتنوع على مختلف جوانب حياتنا. أحد هذه الجوانب هو الصحة النفسية للأفراد. بينما قد توفر التقنيات الحديثة الأدوات التي تعزز الرفاهية الذهنية وتسهل الوصول إلى المساعدة النفسية، إلا أنها تحمل أيضًا مخاطر محتملة تتعلق بالإدمان والتأثيرات الاجتماعية والسلبية المحتملة على الحالة العقلية.

من ناحية، يمكن اعتبار بعض تطبيقات الهاتف المحمول والمنصات عبر الإنترنت موارد قيمة للمساعدة الذاتية والعلاج النفسي. تُعد خدمات مثل "Talkspace" و"BetterHelp"، والتي تقدم الاستشارات النفسية عبر الفيديو والمراسلة الفورية، أمثلة بارزة لذلك. كما يُمكن لتطبيقات اليقظة الذهنية وممارسة تقنيات التأمل أن تساعد الأفراد على التحكم في الضغوط اليومية والحفاظ على توازن ذهني أفضل. بالإضافة إلى ذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي -على الرغم من كونها مصدرًا رئيسيًا للقلق لدى العديدين- لها جانبا ايجابيًا حيث تسمح بتبادل المعلومات والأفكار حول القضايا المتعلقة بالصحة النفسية وبناء مجتمع داعم يشارك الخبرات المشتركة.

ومع ذلك، هناك وجه مظلم لهذه التقنية أيضاً. الإدمان على الأجهزة الإلكترونية واستخدام الشبكات الاجتماعية لفترات طويلة يمكن أن يؤديان إلى مشاكل صحية نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب النوم. الدراسات تشير إلى وجود علاقة بين زيادة الوقت المنفق أمام الشاشات وانخفاض جودة النوم بسبب التعرض للإضاءة الزرقاء وقدرتها على تعطيل الساعة البيولوجية للجسم. كذلك، غالبًا ما ترتبط مواقع التواصل الاجتماعي بمستويات أعلى من الشعور بالعزلة والشعور السلبي تجاه الذات نتيجة المقارنات المستمرة مع الآخرين الذين يتم عرضهم كصور مثالية وغير واقعية للحياة.

وفي النهاية، يتطلب الأمر توازن دقيق لاستخدام التكنولوجيا بطريقة تعزز الصحة النفسية بدلا من تقليلها. إن إدراك حدود استخدام الأجهزة الإلكترونية واتخاذ خطوات لموازنة وقت الشاشة مع الأنشطة الأخرى البدنية وغير الإلكترونية أمر ضروري للحصول على نمط حياة صحي وعاقل عقلياً. ينطبق هذا خاصة على الشباب والشباب البالغين الذين هم أكثر تعرضًا لإغراءات العالم الرقمي ولكن أقل خبرة فيما يتعلق بوضع الحدود الشخصية المناسبة للاستخدام الآمن لهذه التقنيات الجديدة.

#الصحة_النفسية #الت