يمثل البيت الأسري العمود الفقري للمجتمع، فهو النواة التي تنطلق منها القيم والأخلاق وتتبلور العلاقات الإنسانية. ومع ذلك، فإن ظاهرة التفكك الأسري باتت تشكل تحديًا كبيرًا في عصرنا الحالي، مما يؤثر بشكل مباشر وسلبي على أفراد المجتمع ككل وعلى بناء مجتمعات قوية ومستقرة. هذه الدراسة ستتناول مظاهر تفكك الأسر المختلفة ونتائجها الاجتماعية والنفسية الضارة بالأبناء والمحيطين بهم.
تشير مفاهيم التفكك الأسري إلى مجموعة متنوعة من العوامل المؤدية لانحلال الوحدة الأساسية للأسرة. يمكن تقسيم تلك المظاهر إلى عدة فئات، أهمها الطلاق والتعدد الزوجي والفراغ الزمني للأبويين وانعدام التواصل بين أفراد الأسرة بالإضافة إلى انتشار وسائل الإعلام الحديثة واستخدامها غير الصحي خاصة لدى الشباب. كل هذه الظروف تؤدي بدورها لتآكل الروابط الأسرية وبالتالي خلق بيئة تنشئة صعبة للأطفال والشباب الذين يصبحون عرضة لمخاطر اجتماعية ونفسية عديدة.
عندما ينفصل الوالدان بعد زواج مدته طويلة، يعاني الأطفال عادةً من حالة نفسية معقدة تُسمى اضطراب ما بعد الانفصال ASDs. قد يشعر هؤلاء بإحساس عميق بالحزن والخوف والإحباط بسبب فقدان أحد الوالدين أو كليهما كشخص أساسي في حياتهم اليومية. كما أنه غالباً ما يحدث تغيير جذري في نمط الحياة الاقتصادي والمعيشي لهم وللمرأة المتزوجة حديثاً أو الرجل المطلق أيضاً، مما يخلف مشاعر اليأس والعجز لديهم وقد يدفع بعض الأفراد نحو سلوكيات خطيرة مثل الإدمان والجريمة لحفظ ماء الوجه أمام الآخرين.
بالإضافة لذلك، يعد التعدد الزوجي إحدى أشكال التفكك الأسري الناجمة عن عدم قدرة رجل واحد على إدارة أكثر من علاقة زوجية بنسب نجاح واحترافيّة عالية بما يحقق رضى جميع الجهات المعنية بها؛ إذ يؤدي هذا الوضع إلى حساسية كبيرة داخل نسيج العائلة الواحدة كاملة وخارجيتها كذلك ضمن المجتمع الكبير المحيط بها. بالتالي تتولد سوء فهم بين الأخوة وأحيان أخرى شعورا بالنقص لدى الأشقاء نتيجة اختلاف معاملتهم حسب نظرتهم الشخصية لقيمة وجود كل طفل منهم بالنسبة لوالديه المختلفين بشأن نوع توقعاتهما منه.
يتجلى جانب آخر مهم من جوانب التفكك الأسري فيما يسمى بفراغ وقت الآباء المنشغل المبذول خارج المنزل إما لأجل العمل او متطلباته الأخرى كممارسته هوايته الخاصة مثلا أو حتى مشاركتَه نشاطا مهنياً هاماً يستنزفه معظم الوقت ويقلص دوره الحيوي كأحد رواد حجرة أسرتِه الداخلية فعلياً. وهذا الفارق الشاسع بين المساحة الزمنية المستغرَقَة داخليا وعلاقات الأقرباء مقابل الفترة المعتمدة بجوار العالم الخارجي له انعكاس سلبي واضح للغاية عند أغلب الأبحاث العلمانية حول التأثير السلبي لهذه الحالة التربوية الجديدة والتي سرعان ما تحولت لإحدى علاماتها الدالة الرئيسية بمفهوم ثقافة العصر الحديث الرأسمالية الغربية وفق منظورات رأسماليو الدولة الاستعمارية الأوروبية القديمة! مما يعني بطريقة مباشرة اقتلاع الثقافات المحلية التقليدية المضمونة اجتماعيو ايديولوجيا لصالح نماذج فردوس الإنسان الغربي المثالية المثالية بتصور البعض المؤهل لنشر تجربة حياة مغايرة تمام الاختلاف!
وفي النهاية فإن توفر تكنولوجيا الاتصالات الحديثة وإن كانت ذات ثوابت إيجابية إلا إنها أيضا تحمل مخاطر محسوسة لمن ليس لديه التدريب والحكمة اللازمتان لاستعمال ادوات تعليم البالغ أمثاله بحذر شديد قبل تمكين أبنائهم الصغار مستقبلاً باستخدام الإنترنت بحرية مطلقة ودون رقابة مقننة تساهم بخفض نسبة الخطورة وحماية جيوش شباب القرن الحادي والعشرين المقبلين عليه مصاحبة لشعارات الحرية والاستقلال الشخصي المجردة بدون حدود رسمتها أي دولة دينية ديمقراطية أو جمهورية حاكمه بالقواعد الشرعية المعاصرة للمجتمعات الإسلامية المقيدة برخص واضحة من الدين الإسلامي الخالص! ومن ثم تبقى دور المؤسسات التعليمية الرسمية وشبه الحكومية هي الأخرى مسئوله رئيسية لمساعدة أجيال المدارس الثانوية وحتى الجامعة ممن يقضي غالب ساعات نهاره برفقه ذالك الجهاز الإلكتروني الذكي القيام بمحاوراً مباشره حول كيفية التعامل الأمن والسليم عبر الإنترنت خصوصا أثناء فترة ظهور الهويات الفرعية وهمومهم الملحة حينها والتي يصعب كثيرا استيعابها بسرعه حال انتقالهم للعمر الأكبر قليلا فقط! ولكن إذا حدث ولم يتم التصرف بحزم تجاه ضرورة ضبط مستوى تأثيرالعناصر الخارجية المشوهه للفكرة الاسرية الأصلية سيؤدى حتما لاحقا لفوضى واسعه المدى تضر الجميع بلا شك سواء كان بصفته أحد افراد اسريه متروكة لاتجاه رياح الخراب الداخله لها ام انه مجرد شخص عابر طريق لعائلت مجهولة الهوية أصلا لكنه تصادف اختلاس نظراته انتباهه لما يجري خلف أبوابه المغلقة جعل عقله يفكر بعيدا جدا جدا جدا......!!!