دور الأسرة في تشكيل شخصيّة الطفل: أساسٌ لبناء مستقبلٍ سعيدٍ ومتكامَل

تلعب الأسرة دوراً حيوياً حاسماً في تشكيل شخصية الطفل منذ الولادة وحتى مرحلة البلوغ. إنها العمود الفقري لأول تجربة اجتماعية للطفل، حيث يتعلّم القيم وال

تلعب الأسرة دوراً حيوياً حاسماً في تشكيل شخصية الطفل منذ الولادة وحتى مرحلة البلوغ. إنها العمود الفقري لأول تجربة اجتماعية للطفل، حيث يتعلّم القيم والمبادئ والسلوكيات التي ستؤثّر بشدة في تصرفاته مستقبلاً. إليك تفاصيل الدور المحوري للأسرة في تطوير سمات الطفل المختلفة:

1. تعليم القيم الأخلاقية:

تعدّ القيم ركيزة أساسية لفهم الفرق بين الصواب والخطأ. تُشكل معتقدات وسلوك مجتمعنا جزءاً لا يتجزأ منها، وتُضاف إليها المعايير الشخصية لكل فرد. لذلك، تعدّ غرس القيم كالاحترام والتسامح والإنصاف والشعور بالمسؤولية واجباً رئيسياً للأبوين. يمكن تحقيق ذلك عبر القدوة الحسنة؛ حيث يُدرك الطفل سريعاً أي تناقضات بين أقوال وأفعال والديه. كما يفيد المواقف اليومية الصغيرة للغاية، كتقديم واجب بسيط كالترتيب بعد الانتهاء من تناول الطعام أو دعم أحد الأشقاء عند المرض، في ترسيخ هذه القيم داخل تفكير الطفل ونفسيته.

2. تطوير المهارات الحركية واللغوية والعاطفية:

من الضروري تزويد الطفل بتجارب متنوعة لتحسين مهاراته الحركية بطبيعيّة، ابتداءً من جلوسه وحركاته الأولى وانتهاءً بالحركات الأكثر تعقيداً لاحقاً. كذلك الأمر بالنسبة لتعلم اللغة، فالحديث المستمر معه وشجعانه على التعبير عن مشاعره يساهم بشكل فعّال في توسيع مفرداته وإطلاق العنان للتواصل الداخلي والخارجي له. أما فيما يخص المهارات العاطفية، فتتمثل أولويات التدريب فيها بإظهار مظاهر الحب والحنان أمام الطفل، ثم توسيع نطاق تلك المهارات لإشراك الآخرين فيما بعد.

3. تقديم بيئة تنشئوية اجتماعية صحية:

تشكل الأسرة نواة المجتمع الصغير للطفل، وهي بذلك تلعب دور المنظِّر له بشأن خصائص العلاقات الإنسانية الناجحة. تكرار ممارسات جميلة ضمن نطاق الأسرة الواحدة -كالاستمتاع بالأوقات المشتركة حول الطعام مثلاً- يعكس صورة ذهنية جيدة عن جوهر التواصل الاجتماعي الجميل لاحقاََ. علاوة على ما سبق ذكره، فإن تعلم فن إدارة الذات ومعرفة كيفية التصرف وسط الجموع ورسم الخطوط الفاصلة بين الشعور بالسعادة أو الألم يعد نتاج غرس الاستقرار النفسي والثقة بالنفس منذ الطفولة المبكرة أساساً.

تجتمع عناصر التربية المنشودة جميعها تحت سقف البيت الكبير، ومن هنا ينطلق الطفل نحو رحلة استكشاف ذات جديد مليء بالإمكانيات الرائعة!


خديجة الأنصاري

24 مدونة المشاركات

التعليقات