العوامل المحورية في تنشئة الأطفال: نظرة شاملة

تلعب عدة عوامل داخلية وخارجية دوراً حاسماً في تشكيل مسيرة تربية الأطفال وتوجيههم منذ ولادتهم وحتى بلوغهم مرحلة الشباب. ومن بين هذه العوامل ما يلي: الع

تلعب عدة عوامل داخلية وخارجية دوراً حاسماً في تشكيل مسيرة تربية الأطفال وتوجيههم منذ ولادتهم وحتى بلوغهم مرحلة الشباب. ومن بين هذه العوامل ما يلي:

العوامل الداخلية

  1. التربية الأسرية: تمثل الأسرة اللبنة الأساسية لتنمية الطفل من الناحيتين الاجتماعية والنفسية. تلعب الترابط والتواصل الجيد بين أفراد الأسرة دوراً محورياً في خلق بيئة ملائمة لنمو الطفل بشكل متوازن. بالإضافة إلى ذلك، يساعد وجود نظام قيمي واضح ورؤية مشتركة لأسلوب التربية على تعزيز الثقة بالنفس والاعتبار الذاتي لدى الطفل.
  1. العوامل الدينية: يلعب الاعتقاد الديني غالباً دوراً أساسياً في تحديد منظومة القيم والأخلاقيات التي يتم تبنيها خلال عملية التنوير والإرشاد للأطفال. فالقدوات الدينية، سواء كانت من شخصيات دينية بارزة أم عبر النصوص المقدسة نفسها، تساهم في بناء أساس متين للتطوير الشخصي والروحي للأجيال الصاعدة.
  1. القصة الصحية والجسدية: يمكن للعوامل البيئية الطبيعية والصحية التي تزود بها الأسرة طفلتها أن تكون مؤثرة للغاية على نموها البدني والعقلي. تتضمن تلك الاحتياجات الضرورية الغذاء المتوازن، الراحة المناسبة، ومتابعة حالة الصحة العامة باستمرار بواسطة مختصين ذوي خبرة.
  1. الحالة النفسية والحالات المرضية: حتى وإن لم تكن هناك مشاكل صحية جسمانية واضحة، إلا أنه ينبغي عدم تجاهل التأثيرات النفسيّة والعاطفية المختلفة والتي قد تمر بها أسَرُ الأطفال أثناء عملية رعايتها وتعليمها. فقد تحتاج بعض العائلات إلى دعم متخصص لإدارة ضغط الحياة اليومي وضمان جو منزلي مستقر وفير بالمحبّة والحنان بما يحقق رفاهيتي الفرد وسلوكاته الإيجابية مستقبلاً.

العوامل الخارجية

  1. النظام التعلمي الرسمي: تعد المدارس - بدايةً برعاية رياض الأطفال وانتهاءاً بتحصيل درجات علم أكاديمية عالية– واحدة من أكثر المنظمات تأثيراً خارج نطاق المنزل بالنسبة لتطور الأطفال اجتماعياً ومعرفياً وثقافياً. فتفاعلات المعلمين الطلابيين داخل الفصل الدراسي والمشاركة ضمن مجموعات عمل وأعمال تطوع مدرسية غير رسمية تساهم جميعها باتحاد خبرات حياتية متنوعة وبالتالي توسيع آفاق تفكير طلابها الواعدين.
  1. العلاقات برفاق العمر: كون صداقات ذات معنى عميق له وقع كبيرعلى نفسياتالأحداث ويتطلب مراقبة دقيقةمن طرف الآباء لأن طبيعة المقارنة الاجتماعية بهذا السن تحديدا حساسة جدا وقد توصف بأنها "مرآة" للحياة الواقعية بإمكاناتها للإنجازات المثالية او التحقتديلات السلبيه كذلك! لذا فهم بحاجة دائماً لتذكر فضائلهم ودعم مواهبهم الخاصة بهم وليس مجرد مجرد تقليد تصرفات المصاحب لهم فقط .
  1. دور العبادات والقاعات التدريس للدروس الشرعية: إن تقديم فرص حضور فعاليات دعوية ودورات إيمانية تخصصية كمحفظة قرآن مثلا يعد خطوة هائلة لبنائهم روحيّا واستعداد عقلي لحياة مليئة بالأمجاد الروحية والخلق السديد لاحقا.إن الحفاظ على ارتباط وثيق بجذوره الثقافية والتاريخية لمنطقة الموطن مفيد أيضا لأنه يشعرهم بشخصهم وقدراتهم الفريدة ضمن ثقافته الخالدة بينما يُعلم ايضا احترام الهويات الأخرى وتمكينهم لاستخدام مهارات الاتصالالثنائي اللغات لتحقيق نجاح اكبر بالعالم الكبير حولنا!.
  1. الأوضاع الاقتصادية/ السياسية المحلية العالمية: رغم محدوديته نسبيا وفق منطق التركيز الحالي هنا,غير انه يستحق ذكر ان ظروف اقتصاد البلد العام وكذلك سياساته الحكوميه وانظمة حقوق الانسان فيها ستتأثر مباشرة بالحاجات الاولى الاسريه مما سيؤثر بدوره علي استقرار الامنين العاطفن للأطفال ونرجو عدم اهمال جوانبه لأنه بالتأكيد سوف تؤخذ بالحسبان عند توصيف اثر هذه الظروف النهائي بعد سنوات طويلة قادمه !اخيرا ،
  2. 9. الوسائط الاعلاميه(: للاسفانهتبقى اخطر عامل الخارجي والذي دائمًا يزداد سلبية وطابع سلبي اذا ترك بلا رقابه واتجاهات خاطئه خصوصا فيما يتعلق بموضوع بث صور و رسومات متحركة بحتة اجراميه ويمكن اعتبرها افضل مثال لما يسمى بـ"الإشهار الخفي". إذن فالامر يقع تحت مسئوليه آباء وباحثينعن اعلاءmoralstandardsحيث يحتاج ابائنا الى تدخل مباشر منهم اثناء استخدام الاطفال لهذه التقنيات الحديثة لفترة زمنية محدده واحكام اختيار محتواهالمناسب لعمره الجسماني والعقلي وصرفه عنه فور ظهورمؤشرات الاستياء لديه فورا بدون نقاش للحصولعلي رد فعل مناسب منه للاستيعاب إيجابي لما هو جيد وماهو مجهول خطر عليهم .


مشيرة بن عاشور

26 مدونة المشاركات

التعليقات