تعتبر مرحلة تعلم الكلام لدى الأطفال جزءًا مهمًا وحيويًا من نموهم الشامل. غالبًا ما تتساءل الأمهات والأباء "متى سيبدأ ابني/ابنتي في التكلم؟". وفقًا للدراسات، فإن معظم الأطفال يبدأون في استخدام أول الكلمات البسيطة نحو نهاية السنة الأولى من حياتهم، بينما تصبح قدرتهم على بناء الجمل بسيطة بحلول عامهم الثاني. بحلول العاشرة أشهر تقريبًا، يمكن للأطفال تكرار الأصوات والعبارات التي يسمعونها، وهو مؤشر قوي لتطورهم اللغوي القادم.
بين سن الثانية والثالثة، تشهد قدرات كلام الطفل تحسنًا ملحوظًا. خلال هذه الفترة الزمنية، قد يشكل طفلك العديد من المفردات الجديدة ويستخدمها بسهولة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى وجود اختلاف كبير بين الأطفال فيما يتعلق بسرعة التعلم وحجم المفردات المكتسبة. عوامل خارجية مثل البيئة المنزلية - سواء كانت ثنائية اللغة أم لا - وكذلك تأثير الأشقاء الأكبر الذين قد يحملون عبء الحوار بدلاً من أخوتهم الصغار، كلها لعوامل تلعب دوراً بنوعية ونوع عملية اكتساب اللغة.
على الجانب الآخر، هناك حالة شائعة تُسمى "تأخر الكلام"، والتي لا تعني بالضرورة مشكلة خطيرة تستوجب تدخلا طبيا مباشرا. باختصار، الفرق الرئيسي هنا يتضح عند التفريق بين القدرة على إنتاج الكلمات ("النطق") وبين القدرة على ربط تلك الكلمات ضمن سلسلة منطقية ذات معنى ("الجمل"). إذا وجدت نفسك قلقة بشأن تقدم ابنك اللغوي، فالعناية بالأمر المبكر أمر ضروري.
لتشجيع وتحسين مهارات كلام طفلك، إليك بعض النصائح العملية:
- الملاحظة والمشاركة: لاحظ طرق التواصل المبكرة لطفلك مثل الإشارات اليدوية واستجب لها باستجابات مرئية وشفهية مما يعزز ثقته بنفسه ويشجع عليه المحاولة أكثر.
- الإستماع والاستجابة: استمع لأصوات وهموم طفلك ورد عليها بما يناسب حاجته أو رغبته. وهذا يقوي ارتباطه بك ويعلمه أهمية الإنصات والفهم أثناء حديث الغير.
- تشجيع بلا حدود: امدحه واشعر بمجهوديه لفظيًا وفعلًا فهو دائم الرصد لما يجري حولك منه وسيسعى لجذب اهتمامكم بتكرار حاوليات اجده جديدة.
- التقليد: قم بتقليد أصوات وكلمات ابنك الصغيرة وذلك سوف يساعد في تنمية خيال وأسلوبه الخاص بالحديث.
- شرح وتمثيل: وصفاو توضيح الأشياء والأحداث اليومية بإسمها أو نعتها كجزء روتيني يوميك ساعد في تثبيت ذاكرتة وتعزيز قاموسه المعرفي الخاص بها .كما يعد لعب دور ودعم مشاركات ألعاب مختلفة وسائل فعالة لتحقيق هدف مشابه أيضا.
- القراء والقصة: انضم لقراءة كتب الأطفال المؤلفة برسومات جذابه لهم ولعدد من الشخصيات المصورة المختلفة وهي طريقة ممتازة لعرض مجموعة متنوعة من المفاهيم والمعاني الجديدة أمام نظر وابهام أطفالك الملقيان!
إن تزويد بيئه داعمة ومتعاونه مليئة بالحماس والإيجابية هما عاملتان رئيسيتان لنماء شخصيته وتحصليه المستقبليه أيضًا ، لذا كن مستعد للاستثمار الوقت والجهد اللازم لذلك لأن نتائج سعادتكما ستكون أكثر جمالا حين سيرحب العالم بابنك بابتسامات واسعه وثقه عالية بالنفس !