في رحاب اللغة العربية الغنيّة بالأصول الجميلة تُختزن الكثير من الأسماء التي تحمل دلالات عميقة ومتنوعة، ومن هذه الأسماء "وسيلة". يُعتبر اسم وسيلة واحداً من الأسماء المؤنثة الشائعة والمعروفة بجذوره الإسلامية القوية. يعود أصل الاسم لكونه جزءاً أساسياً من الآيات القرآنيّة، كما ورد في سورة المائدة حيث يقول رب العالمين: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة..."، مما يشير إلى أهميته الروحية والدينية.
يدور معناها حول القدرة على الوصول للغاية عبر مختلف الطرق والمراحل، بحيث تبدو الوسيلة هنا كدرجة أو مرحلة ضرورية نحو هدف أعلى. هذا المعنى يدفع صاحبته لمحاولة تجربة كل السبل المتاحة لتحقيق مبتغاها، مستمدّةً منها الطاقة والإصرار للاستمرار بدون ملل أو يأس.
هذه الصفات تنعكس بدورها على شخصيتها؛ فتجد الفتاة التي تسمى بوسيلة تمتلك حساسية عالية تجاه مشاعر الآخرين وصاحب قلب نقي ونبيل. لديها قدر كبير من الطموح والعزم لتحقيق أحلامها و المثبت لها مكانتها وسط مجتمعها. عشقها للأزياء والموضة قد يكشف جانب آخر من رغبتها الجامحة بأن تتفرد بثوب الشخصية الخاص بها. إن استقلال الرأي وعدم التسليم لأمر قبل التأكد منه هم سمات أخرى تطبع حياتها اليومية. كذلك توصف بأنها شجاعة وكثيرًا ما تختار طريق الحياة المستقلة اقتصاديًا للحفاظعلى روح الحرية الداخلية لها.
أما فيما يتعلق بفن اختيار الألقاب الخفيفة للدلع فقد منح الأصالة لهذا الاسم بعض النغمات الجديدة مثل "سوسو"، "لولو"، "لوسي"، وغيرها والتي تضيف المزيد من الجاذبية والحميمية لصاحبة الاسم.
وعلى الرغم من كونها غير بارزة جدًا داخل المجالات الفنية، إلا أنه يوجد البعض ممن حملن نفس الاسم وتميزن بصناعة تاريخهن الخاص بهم كممثلات عربيات مثل الفنانة الراحلة وسيلة صبحي إحدى سيدات الشاشة المصرية القديمة والتي تركت بصمة واضحة سواء خلال فترة نشاطها المهني القصيرة نسبيا أم خارج نطاق تلك الأعمال الأخرى المساهمة بازدهار الثقافة الشعبية وقتئذٍ.
وبهذه الصورة يمكننا رؤية مدى العمق والتعددية لمعنى اسم وسيلة وما يحمله أيضا من قيم ساميه تستلهم جذور ديننا الحنيف العظيم وما يؤثر ذلك في تشكيل طباع البشر المختلفين تحت مظلة اختلاف أسمائهم وأفق خيالتهم المختلفة أيضًا!
