• صاحب المنشور: فضيلة التواتي
  
  ملخص النقاش:
  

  يشكل التغيّر المناخي تحدياً عالمياً متزايداً، إلا أنه يحمل تأثيرات اقتصادية هائلة خاصة على الدول العربية. هذه المنطقة التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة والقطاعات المرتبطة بها مثل السياحة والثروة الحيوانية، تتعرّض لخطر كبير بسبب التقلبات الجوية الشديدة والعواصف الرملية المتكررة والجفاف. يمكن لهذه العوامل أن تؤدي إلى انخفاض غلة المحاصيل وانعدام الأمن الغذائي وتراجع دخل الفلاحين.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر تغير المناخ أيضاً على الصناعات الأخرى داخل الوطن العربي كالصناعة النفطية والسياحية. حيث قد يتسبب زيادة درجات الحرارة البحرية في تقلص الأنهار الجليدية حول القطب الشمالي مما يفتح طرق نقل جديدة عبر شمال روسيا وأوروبا الشرقية مما يعني منافسة أقل تكلفة لنقل البترول المصدر من دول الخليج العربي عبر مضيق هرمز وباب المندب وغيرها من المواقع الاستراتيجية. كما تستعد العديد من الدول الأوروبية لاستقبال المزيد من السيّاح نتيجة لانبعاث ظروف جوية أكثر اعتدالا خلال فصل الصيف مقارنة بفصول السنوات الماضية.

تأثير تغير المناخ على قطاعي الزراعة والصحة

تعتبر الزراعة العمود الفقري للاقتصاديات الوطنية للدول العربية، لكن الطقس غير المتوقع أصبح يشكل تهديدا مستمراً للإنتاج الزراعي. فالحشرات والأمراض النباتية انتشرت بشكل أكبر بسبب الظروف الدافئة طوال العام بينما النظام البيئي الذي كان معتاداً عليه الإنسان بات متزعزعًا. هذا الأمر ليس له تأثير مباشر على إنتاج الغذاء وحسب ولكنه أيضا يعرض المجتمعات الريفية للفقر حيث إن معظم السكان الذين يعملون بأجر يومي مرتبطون مباشرة بصحة الأرض. وقد أدى ارتفاع مستوى البحار أيضًا إلى غمر المناطق الساحلية الخصبة والتي هي موطن لملايين الناس.

استراتيجيات التكيف مع آثار تغير المناخ

للتغلب على الآثار الاقتصادية للتغيرات المناخية، تحتاج البلدان العربية إلى اعتماد سياسات استراتيجية تعطي الأولوية للاستدامة البيئية وتعزيز قدرتها على مواجهة المخاطر الطبيعية. هنا بعض الأساليب المقترحة:

• تحسين إدارة المياه عبر مشاريع إعادة التدوير واستثمار موارد المياه الذكية
• تعزيز البحث العلمي والدراسات البيئية لفهم أفضل للعلاقات بين تغيرات المناخ وظ