في الإسلام، يُعتبر صيام ستة أيام من شهر شوال عبادة مستحبة تشجع عليها السنة النبوية. فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صام رمضان ثُمَّ أتبعه سِتِّاً من شوال كَانَ كَصيام الدهر." هذا يعني أنه عندما يصوم المسلم كامل شهر رمضان ويضيف إليه ستة أيام أخرى في شوال، يكون ذلك مكافيء لصوم عام بالكامل.
لكن هناك اختلاف بين الفقهاء حول كيفية التعامل إذا لم يتمكن الشخص من استكمال هذه الأيام الستة لأسباب مختلفة مثل المرض أو الحيض. وفقًا للمدرسة الأولى، يمكن اعتبار الصيام الذي يتم خارج نطاق شوال جزءًا من نفس الفضل، حيث يقول البعض إنه حتى لو تم تأجيل الصيام، فإن الغرض الأصلي - زيادة الخير - لا زال قائماً.
المدرسة الثانية ترى أن الفضيلة مرتبطة بشوال بشكل خاص، ولكن يمكن جمع الثواب بدون المضاعفات عند القيام به في وقت آخر. لذلك، قد يحصد المرء ثمار الانضباط الذاتي والصبر من خلال الصيام بغض النظر عن الوقت.
أما المدرسة الأخيرة فهي تؤكد على أهمية توقيت هذه الأيام في شوال للحصول على أعلى درجات الفائدة الروحية والمعنوية. ومع ذلك، يرى هؤلاء الفقهاء أيضًا أنها ليست عقوبة عدم القدرة على الاستمرار بسبب ظروف خارجية، مما يشير إلى احتمالية الحصول على الثواب الكامل رغم عدم إكمال الدورة الزمنية الأصلية.
بالنظر إلى حالة المرأة في تساؤلكم، والتي صامت أربعة أيام فقط قبل حلول دورتها الشهرية، يبقى تقدير الثواب للأفعال الطيبة خالصًا لإرادة الله تعالى. حسب قول الشيخ ابن باز رحمه الله: "ليس عليكم قضاء لما تركت منها"، مشيرا بذلك إلى الرحمة الإلهية وعدم وجود عبئ اضافي عند مواجهة العقبات الطبيعية. وبالتالي، إن صيام اليومين المتبقيين في ذي القعدة سيكون عملاً صالحًا يعكس عزيمة وحسن نيّة المؤمنة. وفي النهاية، دعونا نتذكر بأن عطايا الله واسعة ومتنوعة، ودائما ما يكون الفرصة متاحة لتجديد النيات وتقديم المزيد من الأعمال الخيرة بإذن الله.