تُعد مرحلة الطفولة واحدة من أهم مراحل الحياة؛ فهي الفترة التي تُرسَخ فيها قيم ومبادئ الفرد وتكتسب فيه المهارات الأساسية اللازمة لحياته المستقبلية. يمرّ الأطفال بمراحل نمو مختلفة تتطلب رعاية وعناية متخصصة لتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة. دعونا نستعرض معاً الخطوات الرئيسية في رحلة الوالدين نحو تربية طفلهم بطريقة مثلى وصحيحة.

1. النوم الصحيح والتغذية المتوازنة: تعتبر هذه العناصر حجر الأساس للحفاظ على الصحة العامة للطفل. ينصح بأن يحصل الطفل حديث الولادة على قدر كافٍ من النوم (حوالي 16 ساعة يومياً) وأن يتبع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية الضرورية مثل الحديد والكالسيوم والبروتين وفيتامين د. يمكن تحقيق ذلك عبر رضاعة طبيعية منتظمة واستخدام مكملات الفيتامينات بناءً على توصيات الطبيب. كما يُفضل تقديم الأطعمة الغنية بالألياف بعد انتهاء السنة الأولى من عمر الطفل لتسهيل عميلة الهضم ومنع الإمساك.

1. الحماية الجسدية والعاطفية: يعد الشعور بالأمان والدعم ضروريان تمامًا بالنسبة لنمو الشخصية الصحية لدى الأطفال. هذا يشمل تعليم حدود الجسم وكيفية التعبير الآمن عنه في سياقات اجتماعية متنوعة بالإضافة إلى تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس عبر التشجيع والإشادة بالإنجازات الصغيرة والاستماع لبصائرهم ورؤاهم الخاصة حول العالم من حولهم.

1. التنشئة الاجتماعية والتواصل الاجتماعي: يتمتع الأطفال بشغف كبير لاستكشاف بيئات جديدة وتعريف أنفسهم بكافة جوانب المجتمع المحيط بهم. تشجع عملية اللعب التمثيلي والألعاب الجماعية مهارات الاتصال وحل المشاكل واتخاذ القرارات بشكل فردي وجماعي مما يساهم بدوره بتطوير شخصية اجتماعية فعالة ومنفتحة أمام خبرات التعلم المختلفة والتي سترافقه طوال فترة حياته الأكاديمية وبداية مسيرة وظيفته المهنية لاحقاً. لذلك فإن الانخراط المبكر لأطفالنا ضمن فعاليات خارج المنزل كالرياضة والجوقات الموسيقية وغيرها سيطور لديهم مهارات التواصل وسيتيح لهم الفرصة للتفاعل البنّاء مع أقرانهم وخلق علاقات دائمة خلال سنوات شبابهم وما بعدها أيضاً.

1. الأسس التعليمية الأولية: تبدأ العملية التعليمة مبكرة جدا عندما يبدأ الطفل باستيعاب المفاهيم الأساسية لحروف أبجديتي بلاده ولغات عالمية أخرى كذلك. الاستثمار في تطوير المحفظة المعرفية للأطفال بواسطة القراءة بصوت عالٍ وإبداع قصائد وأغانٍ بسيطة ذات مغزى معرفيًا يساعد كثيرا في زيادة مخزون مفرداته ومهارات التفكير النقدي لديه وكذلك تحفيز حب مدى الحياة لممارسة هوايته القرائية الرائعة مستقبلاً إن شاء الله!

1. الرقي الأخلاقي والقيمي: تعد أخلاقيات الإسلام المصدر الأمثل لإرشاد تربية أفراد مسلمتين مصممتين على خدمة مجتمعهما ووطنها بإخلاص وصلاح حال دائم مديد. تطبيق هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بسلوك المؤدب وآدابه تجاه أقاربه ومعاصريه ومعاملة غير المسلمين برحمة واحترام يدفع بنا جميعا لتقديم قدوة حسنة لناحية ميولنا السياقية والنظر للتقاليد والأعراف الدينية باعتبارها أساس أي نموذج إنساني مرغوب عامّا وشاملا للغاية وهو ما يعكس بالتأكيد رضا الرب جل وعلا عن عبده المطيع الذاكر للسانه دوما بما يحبه رب الأرض والسماء سبحانه وتعالى... وهكذا تستطيع كل إحدى الأمهات مواصلة درب كونها قائدة منزل حرّة التأثير تسعى بجهد صادق نحو رفعة بيت صغير ملحق بها يستحق أكثر تلك المكاسب الروحية حتى تبلغ ذروتهم جنات عرضها السماوات والأرض لمن عمل صالحا بلا استثناء!