- صاحب المنشور: ياسمين بن الطيب
ملخص النقاش:
لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي تحولاً جذرياً في حياة الشباب اليوم. فهي توفر منصة للتواصل والتفاعل الفوري مع الآخرين حول العالم، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. ولكنها، وعلى الجانب الآخر، تشكل تحدياً كبيراً فيما يتعلق بالصحة النفسية.
على الرغم من فوائد التواصل والترفيه التي تقدمها هذه الوسائل، إلا أنها قد تحمل العديد من المخاطر المحتملة للصحة العقلية. التوتر الناجم عن المقارنة المستمرة بين الحياة الواقعية والحياة الرقمية "الكمالية" يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بالإرهاق النفسي. بالإضافة إلى ذلك، التعرض للمحتوى السلبي مثل الأخبار السلبية أو سوء الاستخدام من قبل بعض الأفراد عبر الإنترنت يمكن أن يساهم أيضاً في زيادة القلق والاكتئاب لدى مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
ومن الأمثلة الواضحة لهذا التأثير سلبي هو ظاهرة "الهوس بالمظهر"، حيث يُضغط على الشباب لتحقيق المعايير الجمالية غير الواقعية والتي غالبًا ما يتم عرضها على هذه المنصات. هذا الضغط المتزايد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية خطيرة مثل اضطراب الأكل واضطرابات ثنائية القطب وغيرها الكثير.
كما أثبتت الدراسات العلمية أن الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مرتبط بأعراض الاكتئاب والقليل من النوم وضعف التركيز الذهني. وهذا يعني أنه عند الالتزام بمواعيد نوم مناسبة وتجنب الهاتف المحمول خلال الفترة الأخيرة قبل الذهاب للنوم ، تتحسن نتائج الصحة العقلية - وهو دليل واضح على مدى تأثير هذه التقنيات الحديثة علينا مباشرة حتى عندما نزعم أنها ليست كذلك!
وفي النهاية، رغم كل المخاطر المرتبطة بها، فإن الحل ليس بإيقاف استعمال تلك الأدوات تماما لكن بتنظيم واستخدام أكثر وعيًا لها؛ وذلك بحسب الوقت الذي يقضيه الفرد عليها والنظر بعين نقدية لما ينشرونه سواء كان محتواه جيد أم سيء وأساسًا عدم مقارنة الذات الدائمة بنماذج افتراضية غير واقعية.
إن لنا هنا فرصة لإعادة النظر في علاقتنا بوسائط الإعلام الرقمية بطرق تعزز بصورة أفضل رفاهيتنا العامة بدلاً من تهديد سلامتنا الداخلية.