- صاحب المنشور: دليلة بن الشيخ
ملخص النقاش:
استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي خلال العقد الأخير أن تغير الطريقة التي يتشكل بها الرأي العام. هذه المنصات مثل تويتر، الفيسبوك وإنستغرام وغيرها لم تعد مجرد أدوات للتواصل الشخصي بل أصبحت ساحات رئيسية لتشكيل وجهات النظر السياسية. يمكن لهذه التغيرات أن تكون عميقة ومؤثرة للغاية، حيث تقوم بتوجيه اتجاهات الانتخابات وحتى تحديد نتيجة بعض القرارات الحكومية.
كيف تعمل؟
تتبع التأثير الذي تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي على الرأي العام عدة مراحل. الأول هو "الترشيح"، حيث يتم اختيار المواضيع أو القضايا للحصول على اهتمام أكبر بناءً على الخوارزميات الخاصة بكل شبكة اجتماعية. بعد ذلك يأتي مرحلة "التدفق" التي تتضمن انتشار المعلومات والآراء عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة. أخيراً تأتي الخطوة الأخيرة وهي "التأثير"، والتي تشمل كيفية تفاعل الناس مع تلك الأفكار وكيف يؤثر هذا التفاعل في النهاية على آرائهم الشخصية.
الدور الجديد للمؤثرين
في المجتمع الحديث، أصبح للعديد ممن يعرفون بمؤثري الوسائط الاجتماعية دور كبير في تشكيل الرأي العام. هؤلاء الأشخاص لديهم القدرة على الوصول إلى عدد كبير جداً من المتابعين، مما يجعلهم قادرين على دفع اتجاهات محددة. ولكن يجب التنويه هنا بأن قوة المؤثر ليست دائماً مرتبطة بحجم متابعتهم؛ بل غالبًا ما تعتمد أيضًا على مدى الثقة والعلاقة الوثيقة بينهما وبين جمهورهم المستهدف.
تحديات وتساؤلات مستقبلية
مع كل فوائدها المحتملة، فإن هناك العديد من المشاكل المرتبطة باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية كأداة لصناعة رأي عام. أحد هذه المسائل الرئيسية هو حقيقة أنه ليس الجميع لديه نفس مستوى الوعي والمعرفة حول الموضوع الواحد، وهذا قد يؤدي إلى تضليل الجمهور غير المطلع. بالإضافة لذلك، فإن التحيز والتلاعب بالمعلومات يشكلان مصدر قلق آخر مهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا حساسة سياسياً وأخلاقياً.
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحاً بأننا نواجه حالة جديدة تماماً تتطلب فهم عميق لكيفية عمل تكنولوجيا الاتصال الحديثة ولماذا هي قادرة فعلاً على تغيير طريقة تفكيرنا وردود أفعالنا تجاه العالم خارج عوالمنا الرقمية الصغيرة.