يعد فهم تطورات الذكاء عند الأطفال حديثي الولادة أمرًا محوريًا لوالديهم الذين يرغبون في تعزيز نمو أبنائهم بطريقة صحية ومثمرة. قد يعتقد البعض أن الرضع ليس لديهم القدرة على التفكير والمعرفة مثل البالغين، لكن هذا غير صحيح تمامًا. بدلاً من ذلك، فإنهم يمتلكون سمات ومهارات فريدة تساهم بشكل كبير في بناء أساس قوي للتعلم والتقدم العقلي فيما بعد. في هذه المقالة، سنستعرض بعض العلامات الواضحة التي تشير إلى مستوى الذكاء لدى الأطفال الرضع، بالإضافة إلى طرق فعالة لتطوير تلك القدرات خلال مرحلة الطفولة المبكرة الحاسمة.
تُظهر الأبحاث الحديثة أنه ابتداءً من عمر ستة أشهر تقريبًا، يستطيع الأطفال البدء بإظهار تصرفات توحي بذكاؤهم الفطري. أحد أهم المؤشرات الأولى هو قدرتهم على الاستجابة للتفاعلات الاجتماعية. عندما يلعب والديهما لعبة "الخفية"، والتي تتضمن إخفاء وجه أحدهما خلف يديه ثم كشفها مجددًا، قد تبدأ رضيعك الضحك والسعادة، مما يدل على إدراكه وفهمه لهذه العملية البسيطة ولكن المعقدة بالنسبة لعقله الصغير. كما يمكن ملاحظة اهتمام الطفل منذ الشهر الرابع بما حوله؛ فهو ينظر ويراقب الأشياء الجديدة بفطنة وسؤال عقلي مدفون تحت طيات بشرته الناعمة. إن حركة عيونه نحو الصوت أو مصدر ضوء معين تعد مؤشرًا هامًا لقوة التركيز لديه وقدراته المعرفية العاملة.
بالإضافة لما سبق، هناك عدة سلوكيات أخرى تنذر بأن طفلك يتمتع بمستوى عالٍ من الذكاء حتى قبل بلوغه السنة الأولى. يقضي العديد منهم وقتاً طويلاً بالنظر والاستماع لأصوات مختلفة، سواء كانت ألعاب موسيقية أو أصوات بيئية يومية كالسيارة والعربات الآلية وغيرها الكثير. كذلك الأمر بخصوص قدرته المتزايدة باستمرار على التمييز بين وجوه الأشخاص المختلفة ومن ضمنهم أفراد أسرته المقربة منه. حتى لو لم يكن بوسعه نطق أسماء هؤلاء الأفراد بعد الآن -فهذا يحدث لاحقًا بكثير- فإنه قادرٌ على التعامل والتواصل مع كل واحد حسب شخصيته الخاصة والمكانة التي يحتلها داخل دائرة العلاقات الداخلية للعائلة الصغيرة.
إلى جانب مراقبة وتحليل تلك الإشارات الطبيعية، تلعب البيئة المنزلية دوراً محورياً في دعم نزعات ابنك الدافعة لاستكشاف العالم واكتساب معلومات جديدة عنه بلا انقطاع. ينصح الخبراء بتقديم مجموعة متنوعة ومتنوعة من المحفزات التعليمية المناسبة لكل فترة عمرية ولجميع مستويات النمو التعليمي أيضًا. بدايةً باستخدام مواد وألعاب بسيطة وباهظة الألوان وملونة جذابة بصريا وفي نفس الوقت آمنة للاستخدام والإمساك بها بكلتا اليدين النموذجيتين حاليا لطفلك الرقيق الجني! وإن توسعت رغبتكم بالإسهام بشكل أكثر عمقا وفعالية في رحلة اكتشافاته الرائعة فتذكروا دائمًا ضرورة تقديمه لكافة أنواع الثقافة الإنسانية عبر القراءة المشتركة له لحكايات قصيرة مسلية وملائمة لفئته العمرية ومعنى ما تريد دراسته وتعلمه منها أيضا! وكذلك اقتراح موضوعاتها المثيرة للاهتمام التي تدور حول مواضيع حياتية واقعية تعكس واقع الحياة اليومية للمحيط المحيط برجل المستقبل الصغير وصاحب المواهب الغنية بالقيمة والمعاني الجميلة والحياة الصحية المنتجة أجمل آمالنا جميعنا لها .
ختامًا وليس آخرًا، فإن استشعار حرص الأمهات والأباء حيال شعور أولادهم تجاه عالم واسع مجهول لهم إلا قليلا ولكنه مليء بالأحداث الشيقة المتجددة والتي لن تكلف ذاكرتهم ذات الثقل الكبير يوماً ابد الدهر بل ستكون بوابة مفتوحة عليهم فقط تخيلوا مدى الفرح حين يقابل أبوهما شابا شابا ذا علم غزير وخلال ثقافية عالية مكتسبتان منذ سنوات مبكرة جدا كم سيكون شعوره بالرضا والفخر بنفسيه لأنه ربّاه وهو لا يعلم!!! لذا دعونا نسعى جاهدين لإعداد جيوش صغيرة متماسكة روحيا وعقلانيا تساهم رفعة مجتمعاتي الإنسانيه بأجمعها ... إنه حق حق خالص لله عزَّوجَلَّ جلَّ في عليائه...
