تعدّ مسألة تأثير زيادة الوزن على خصوبة المرأة وأثرها المحتمل على قدرتها على الحمل موضوعاً يثير اهتمام العديد من السيدات المقبلات على الزواج أو اللواتي يحاولن الحمل حالياً. وفي حين قد يكون لهذه القضية جوانب مختلفة ومتشعبة، إلا أنه يمكننا تقديم نظرة عامة واضحة بناءً على الدراسات العلمية الحديثة.
أظهرت الأبحاث الطبية وجود علاقة محتملة بين زيادة الوزن وصعوبة الحمل بسبب اختلال توازن هرمونات الجسم. عندما ترتفع نسبة الدهون في الجسم لدى النساء، يتغير مستوى بعض الهرمونات الرئيسية المرتبطة بالإنجاب مثل هرموني الاستروجين والبروجستيرون. هذا التغيير الهرموني قد يؤدي إلى اضطراب دورة الطمث وانقطاع انتظامها، مما يعيق عملية إطلاق البيوض بشكل منتظم ويزيد فرص انغراسها الناجح.
بالإضافة لذلك، فإن تراكم الدهون حول منطقة البطن تحديداً -وهو ما يعرف بالسمنة المركزية- يشكل خطراً خاصاً فيما يتعلق بالتبويض والإخصاب. فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجراها مركز مكغيل الطبي بكندا أن خطر العقم لدى النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتفع (BMI) أعلى بنسبة ٢٦٪ مقارنة بتلك ذات المؤشرات المنخفضة. كما ارتبط ارتفاع مستويات الإنسولين بإنتاج المزيد من هرمون الذكورة testosterone والذي بدوره يؤثر سلباً على وظيفة المبيض ويحد من فرصة الحمل.
ومن الجدير بالذكر أيضاً الآثار الصحية الأخرى المرتبطة بالسمنة والتي تساهم في تقليل احتمالية تحقيق الحمل. فالسكري والسكتات الدماغية وأمراض القلب وغيرها من المضاعفات الصحية الجسدية تؤثر سلباً على الصحة العامة للمرأة وتزيد تعقيداتها أثناء محاولة الانجاب. وبالتالي ينصح دائماً بأن تعمل المرأة على الحفاظ على وزن صحي قبل وخلال مرحلة المحاولة للحمل لتعزيز فرصة نجاح العملية.
وفي النهاية، رغم وجود روابط محتملة بين زيادة الوزن والتأثير السلبي المحتمل على fertility ، تبقى المسائل الفردية والشخصيات المختلفة عاملاً حاسماً في تشخيص الحالة ومراقبتها. ولذلك ينصح باستشارة الطبيب المختص عند الشكوك أو ظهور علامات قلق بشأن القدرة علي الحمل واتخاذ الخطوات المناسبة نحو صحّة أفضل واستعداد متكامل للانجاب .
