في إطار الشريعة الإسلامية، يعتمد تأسيس العلاقة الأسرية على مبدأ التكافل والتراحم بين الزوجين، والذي يُرسخ الحقوق والواجبات المتبادلة. إن فهم هذه الحقوق أمر ضروري لتحقيق حياة زوجية سعيدة ومستقرة. تتمتع المرأة المسلمة بمجموعة من الحقوق التي كفلها لها الدين الحنيف، وهي تشمل ما يلي:
- النفقة: تعتبر النفقة حقًا أساسيًا للزوجة على زوجها وفقًا للشريعة الإسلامية. هذا يشمل جميع الاحتياجات الضرورية مثل الطعام والشراب والسكن والكسوة والعلاج الطبي وغيرها مما يحتاج إليه الشخص الطبيعي للعيش الكريم. وقد ورد هذا الحق في القرآن الكريم في سورة البقرة الآية 228 "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ". كما أكدت السنة النبوية أيضًا على أهمية نفقة الزوج لزوجته فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج». رواه الترمذي وابن ماجه بإسناد حسن.
- الحماية والمعاملة الحسنة: يحث الإسلام الزوج على معاشرة زوجته بالحسنى واحترامها وكريم التعامل معها. جاء ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عند سؤاله عن أفضل الأعمال: «الصلاة على وقتها»، وعند ثاني عمل فقال: «ثم بر الوالدين». وبعد عدّة أعمال ذكر له الثالث عشر وهو قوله: «وعشرة الجار حتى لو كانت كافرة». وفي تعبير آخر يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» [رواه الطبراني]. وهذا يدل على تقدير الإسلام لمرتبة زوجات المسلمين وحقهن في الحصول على المعاملة الرقيقة.
- الإذن والخروج: ليس للزوج منع زوجته من الخروج إلاّ لما فيه مانع شرعي مقبول. فقد قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: «كان رسول الله يأمرني بالإزار والخمار وكشف وجهي وخدي وكان يكرهني أن أدلك بدلك». صحيح مسلم ويشمل هذا أيضاً حرية اختيار مكان الإقامة داخل المنزل خارج المنزل ضمن ضوابط الشرع.
- المشاركة في الحياة الاقتصادية: يمكن للمرأة المشاركة بشكل فعال في دخل الأسرة حسب قدرتها واستعدادها لذلك وأن يكون هناك مشاركة معنوية واجتماعية أيضا بما يعود بالنفع العام للأسر والمجتمع الإسلامي ككل. وهذه المشاركات ليست إلزامية بل هي اختيارية تقوم بها كل امرأة بحسب حالتها الشخصية وظروف حياتها.
- إعطاء الزيارة والإجازة المنتظمة: يحث الإسلام الرجال على منح زوجاتهن زيارات منتظمة وإجازات دورية للسفر مثلاً لمنح الزوجة فرصة لقضاء بعض الوقت مع أهلها وصلة الرحم ودعم الروابط الاجتماعية المختلفة وتحسين العلاقات الأسرية والأسر العلمانية كذلك.
- احترام خصوصيتها وأمان شخصيتها: ينبغي احترام حدود خصوصيات النساء وعدم تجاوز تلك الحدود بدون إذنهن وبالتالي عدم انتهاك حاجز الثقة الذي يقيمه المجتمع ويحتفظ به حول الأفراد والجماعات المنفصلة عبر التاريخ الحديث المبكر لتطور البشرية الحديثة. وذلك تمسكًا بتعاليم ديننا القائم على حفظ الأعراض والكرامة الإنسانية لكل أفراد مجتمعنا الصغير والكبير سواء كانوا رجالًا أم نساءً مسلمين ومعتنقي ديانات أخرى موطنينا المحترمون وما عليهم من التزامات تجاه الوطن وتقاليده وثقافته العامة المتنوعة .
هذه الحقوق جزء مهم من بناء علاقة صحية ومتوازنة بين الرجل والمرأة في ظل شريعتهما الدائمة والحكمة الربانية فيما خلقوه تحكم قوانينه تصرفاتهم وسلوكياتهم نحو الآخر المختلف منهم جنسياً ولكليهما نفس القدر من المسؤوليات تجاه البيت والأطفال ورعاية المصالح المشتركة وتحقيق آمال وطموحات مشتركة تؤدي دوراً هاماً للغاية لبقاء الاسرة واستقرار المجتمع بصورة عامّة .