إن رحلة الحمل تُشهد تغيرات عديدة ومذهلة للجسم الأنثوي وجنينها النامي. أحد أكثر هذه الظواهر إثارة للاهتمام هو وجود "السائل الأمنيوسي"، وهو سائل يشبه الماء يُحيط بالجنين منذ اللحظات الأولى لحياة الجنين. إن فهم الدور الحاسم لهذا السائل وكيف يمكن أن يؤثر على رفاهية الجنين أمر ضروري للأمهات المستقبليات.
يتواجد السائل الأمنيوسي داخل كيس خاص يسمى بكيس الأمنيوسي، ويتشكل عادة خلال الأسبوعين الثانيين بعد عملية الإخصاب. مع مرور الأيام، يمتلئ هذا الكيس بطريقة متدرجة بهذا السائل الذي يلعب دوراً أساسياً في توفير البيئة المثالية لنمو الجنين. يتضمن التركيب الغذائي الغني للسائل الأمنيوسي بروتينات، دهون، كاربوهيدرات وغير ذلك من المواد المغذية التي توفر الطاقة والدعم لجسد الجنين المتطور.
من بين الوظائف العديدة للسائل الأمنيوسي:
- الحماية: يعمل كطبقة واقية ضد الصدمات الخارجية وضمان عدم تعرض الأعضاء الحساسة للإصابات أثناء تحركات الأم اليومية.
- التغذية: يوفر مصدرًا مباشرًا للعناصر المغذية الهامة للنمو العقلي والجسدي الطبيعي للجنين.
- التهوية المناسبة: يساعد في تنظيم درجة حرارته وبقاء بيئته الداخلية مستقرة وسليمة.
- راحة الجنين: يساهم في تسهيل حركاته ورغبته في التحرك بحرية بداخل الرحم.
- منع المضايقات: يخفف من التأثيرات المباشرة لركلات الجنين القوية والتي ربما كانت مؤلمة للأم بدون وجود طبقة الوسادة هذه.
على الرغم من الأهمية القصوى لمستويات السائل الأمنيوسي الطبيعية، فقد تحدث حالات نادرة لنقصانه أو زائده. هنا نذكر بعض العوامل المؤدية لانخفاض مستواه:
* مشاكل مرتبطة بالمشيمة مثل اختلال وظائفها الأمومية غير المنتظمة.
* أمراض أو تشوهات خلقية لدى الجنين ذات نفسها.
* انفصال مبكر لكيس الأمنيوسي، مما يتطلب ولادة فورية لمنع المزيد من الخسائر الصحية.
* تناول عقاقير دوائية ممنوعةDuring فترة الحمل ومعروف عنها تعطيل توازن السوائل بجسم الأم وحدوث اضطرابات قابلة للتأثر بها أيضًا بالتالي بحالة جنينها العام والصحة العامة لكلتا الطرفتين المعنية بالعلاقة الحيوية بينهما؛ أيْ حالة ارتباط ذوات حياة واحدة ببعضها البعض داخليا وخارجيا كذلك عبر رابط جسماني عضوي وعقلي معنوي عميق للغاية !
تجدرالإشارة لما يلي : معدلات مستوى السائل المذكور آنفا تخضع لتغير بدءا بصغر الكميات المبكرة ثم تصاعد تلك الاعدادات نحو التصعيد التدريجي بموازاة مرحلتَي تطوير نموه ونضوج عمر الحبل الزمني المنشود منه ليصل الي حوالي ثمانية قراريط اوقربعة لترت قراريط قبيل نهايتها النهائية مصحوبا بانكماشة تدريبة لاحقا لتحضير الجسم للاستعداد الذاتي لإطلاق برعم الحياة الخارجي بإذن الله تعالى . لذلك يجب مراقبة مستوى واتزان نسبة هذا السائل الحرِج باعتبار أنه المعيار الرئيسي لاتخاذ قرار بشأن سلامة سير العملية الانجابية كاملاً بما فيها مراحل تكاثره الحيضي وصحة خصوبتها فيما يبقى منها أيضا تحت سقف شريعة السماء الرحب الواسع .