تورم القدمين: أحد العلامات المبكرة لاقتراب موعد الولادة لدى النساء الحوامل

تعتبر فترة الحمل رحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية التي تمر بها المرأة. إحدى هذه التغييرات الشائعة هي تطور تورم القدمين، والذي قد يشير إلى اقتراب

تعتبر فترة الحمل رحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية التي تمر بها المرأة. إحدى هذه التغييرات الشائعة هي تطور تورم القدمين، والذي قد يشير إلى اقتراب وقت الولادة. في هذا المقال، سنستكشف سبب حدوث تورم القدمين أثناء الحمل وأهميته باعتباره أحد المؤشرات المحتملة لنهاية الرحلة الحميمة تلك.

من الطبيعي تماماً أن تشعر المرأة الحامل بتورم بسيط في قدميها خلال الأشهر الأخيرة من حملها. وذلك بسبب زيادة وزن الرحم والأعضاء الأخرى داخل البطن مما يؤدي إلى الضغط على الأوردة والشرايين تحت الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يزداد حجم الدم بنسبة كبيرة خلال فترة الحمل لتوفير المزيد من الغذاء والمواد اللازمة للجنين النامي، وقد يساهم ذلك أيضًا في تجمع السوائل حول مناطق مختلفة من الجسم بما فيها القدمين والكاحلين والساقين.

ومع ذلك، فإن مستوى التورم ليس هو نفسه بين جميع النساء الحوامل؛ فبعضهن قد يعانين من تورم أكثر وضوحا بينما البعض الآخر ربما لا يواجه أي مشاكل متعلقة بهذا الأمر على الإطلاق. عموما، يمكن اعتبار تورم القدمين خفيفا عندما تكون المنطقة المتورمة حساسة عند لمسها ولكنها ليست مؤلمة ولا تتسبب في تغيير لون البشرة أو ظهور خطوط حمراء عليها. ومع ذلك، إذا كان هناك تغييرات ملحوظة مثل الألم الشديد أو الاحمرار أو الشعور بالحرقان، فمن المستحسن استشارة الرعاية الصحية فورًا لأن هذه الأعراض قد تشير إلى حالة طبية تستدعي الاهتمام الفوري.

بالإضافة إلى التغيرات المرتبطة بحجم الدم وتوزيع الوزن، فإن هرمونات الحمل تلعب دورًا مهمًا أيضًا فيما يتعلق بموضوعنا هنا. تعمل بعض الهرمونات على توسيع الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، وهو أمر ضروري للحفاظ على صحة الأم وجنينها. ومع ذلك، يمكن لهذه الهرمونات نفسها أن تساهم أيضًَا في احتباس الماء والسوائل في الجسم، وبالتالي زيادة احتمالية حدوث تورم غير مرغوب فيه خاصة في مناطق معينة كقدميك وساقيك وكاحليك.

على الرغم من كون تورم القدمين ظاهرة شائعة ومألوفة للحامل التقليدية، إلا أنه ينبغي التنبيه إلى أن وجوده وحده ليس دليلاً قاطعا على اقتراب ولادتكِ القريبة. تختلف توقعات الموعد الدقيق للولادة بشكل كبير بين امرأة وأخرى، ومن المهم مراقبة علامات أخرى للمرحلة النهائية للحمل أيضا حتى يتمكن الفريق الصحي المعالج لك من تقديم المشورة المناسبة بناءً على وضعك الصحي الخاص بك.

قد تشمل تلك العلامات ما يلي: انخفاض شعورك بالإرهاق؛ تحرك جنينك أقل مقارنة بالأشهر السابقة؛ الشعور بوخز أو ألم أسفل ظهرك; ملاحظة نزول كميات صغيرة من المخاط أو سائل الماء الأمنيوسي؛ وزيادة حركة برازك نتيجة تحرير مساحة داخل جسمك بعد انتقال موقع الطفل نحو قناة الولادة مباشرة قبيل الولادة بفترة قصيرة نسبياً . إذا لاحظتي أيًّا مما سبق ذكره -وخاصَّة إن اتسم بشدةٍ واضحة – فعليك التواصل مع محترف الرِّعاية الصحِّية لديك لإرشادات مفصلة بشأن الخطوات التالية الواجب اتخاذُهَا وفق حالتك الشخصية والتوقيت الأنسب لها نظرًا لعوامل عديدة منها حالة الجنين ومتابعته وإعداداته البيولوجية الخاصة وظروف وظروف والدته كذلك والتي بدورها تؤثر وتحكم عملية الخروج الآمنة والصحيّة لكل منهما.

ختامًا، يعد تورم القدمين أثناء الحمل جزء طبيعي ومرحب به من التجربة الجميلة لحياة جديدة تأخذ مكانها ضمن أجساد أمهات مستقبليات يحكين قصص فرح واستقرار عاطفي بإنجاز جديد ستشرق عليه شمسه نهارًا ويضيء قلبه ليلا... آمالٌ واجتماعيةٌ منتظرــة!


أريج بن لمو

26 مدونة المشاركات

التعليقات