اختلف العلماء في مسألة الجمع بين نية العقيقة والأضحية في عيد الأضحى. يرى بعضهم، مثل الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة والحنفية، أن الأضحية تجزئ عن العقيقة. ويستندون في ذلك إلى تشابههما في بعض الجوانب، مثل كون كل منهما ذبيحة وذبحها في وقت واحد. كما يشيرون إلى أن الجمع بينهما يشبه الجمع بين صلاة الجمعة والعيد، حيث يمكن أداء إحدى الصلاتين عن الأخرى.
ومن جهة أخرى، يرى آخرون، مثل المالكية والشافعية والرواية الأخرى عن الإمام أحمد، أنه لا يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة. ويبررون ذلك بأن كل واحدة منهما لها سبب مختلف عن الأخرى، والمقصود منها غير المقصود من الأخرى. فالأضحية فداء عن النفس، والعقيقة فداء عن الولد.
وقد سئل ابن حجر المكي الشافعي رحمه الله عن ذبح شاة أيام الأضحية بنيتها ونية العقيقة، فأجاب بأن لا تداخل بينهما، لأن كل واحدة منهما سنة مقصودة لذاتها ولها سبب مختلف عن الأخرى. ويستشهد بمثال تحية المسجد وسنة المكتوبة، حيث لا يمكن الجمع بينهما لأن كل واحدة منهما لها مقصد مختلف.
وبناءً على ذلك، فإن الجمع بين نية العقيقة والأضحية في عيد الأضحى ليس مستحباً إلا لمن لا يستطيع تكلفة ذبيحتين. وفي هذه الحالة، يمكن ذبح شاة واحدة بنية الأضحية والعقيقة معاً. والله أعلم.
