اسم "رغد"، الذي يحمل بين حروفه جمالاً ودلالات عميقة، مشتق من الفعل الثلاثي "رغد" والذي يعني العيش الكريم والميسور. يُستخدم هذا الاسم غالباً للإشارة إلى حياة مليئة بالاستقرار والترف والرفاهية بلا أي متاعب أو مخاطر. الشخص ذو الاسم "رغد" يعكس صورةً للحياة البهجة والألفة، حيث ينعم بسعادة وانبساط نفسي واضحين.
إن اختيار الأسماء للأطفال ليس مجرد عملية شكلانية؛ بل له تأثير معنوي وروحي كبير. إذ تؤثر طبيعة الاسم ومصدره وثرائه الدلالي بشكل مباشر على شخصية الطفل ومعنوياته المستقبلية. لذلك فإن البحث والتعمّق في معاني الأسماء أمر ضروري قبل اتخاذ قرار الإسناد لها.
وتعد الثقافة العربية والإسلامية ثرية للغاية فيما يتعلق بتنوع وتعدد أسماء المواليد الجديدة، سواء كانت ذات أصول عربية أصيلة أم مستمدة من تراث الأمم الأخرى. بعض هذه الأسماء تحمل معاني سامية تنبعث منها روائح الصفاء والجمال مثل "رغد". وقد ارتبط العديد من الشعراء والفنانين العرب القدماء والحديثون بتقديم ترحيب خاص لهذه الأسماء عبر أعمالهم الأدبية والفنية المختلفة. فعلى سبيل المثال، حازت المطربة اللبنانية الراحلة فيروز شهرة واسعة حينما قدمت أغنية حملت اسم "أسامينا"، والتي تناولت فيها مسألة توارث الأفكار المجتمعية حول اختيار ملائمة الاسم الجديد بناءً على مجموعة متنوعة ومتناقضة من الاعتبارات الاجتماعية والعائلية الضيقة. وبذلك، تستعرض الأغنية سحر اللغة والكلمات المتضمنة ضمن دائرة اختيارات أبوية وجلية لصالح أحد أفراد العائلة الشباب الذين بدأوا مؤخراً مرحلة جديدة برفقة زوجاتهم وابنائهم حديثي الولادة.
بالإضافة لما سبق الذكر، هناك أسماء أخرى اكتسبتها شعبية كبيرة بسبب ارتباطها بمفردات جمالية، مما جعلها محور اهتمام موسيقى الأغنيات الوطنية والمحلية الخاصة بكل منطقة أو بلد عربي معروف بصناعة الفن والثقافة التقليدية المحلية الخاص بها. ويمكن اعتبار مثال آخر هنا للغناء الشائع لإحدى أشهر النساء في الوطن العربي "زينة"، والتي ظهرت أيضًا كموضوع رئيسي لحفل موكب شعر شعبي وصوت مغني شهير يدعى حسام تحسين بك الشهير باسمه المهني "حاتم علي". وكان هدف هؤلاء جميعًا تسليط الضوء على قوة التألق الموجودة بالفعل خلف عبارة بسيطة تُكتب وتقول: "هي الزينة والحسناء". ويتضح كذلك كيف تضفي الطابع الرومانسي والشخصنة على التجربة الإنسانية أثناء استحضاره صور الطبيعة التالية كالورد والياسمين والنظر في العيون الثلج والبحر والجبال وغيرها كثير مما يجسد حب الحياة والسعادة البشرية الناجمة عنها وفق منظور عام وفلسفة خاصة بهم.
ومن اللافت للنظر أنه رغم اختلاف المنطق العام والاستخدام لمثل تلك الأنواع المذكورة سابقا إلا أنها تشترك سوياً بدلالة واحدة مشتركة تتبلور أساساتها من خلال رحلات بحث مدروسة ومنظمة جيدا من جانب أولياء أمور العائلات الحديثة قبيل تطلعهم نحو تبني واستقبال مواليد جدد تحت رعايتهم وعنايتهم بالمستقبل القريب القادم لهم ولذرياتهم الصغيرة الذين سيصبحون جزءًا حيويًا منهم ليشاركون同情هم وأرزاق حياتهم بالنسبة لعالمنا الواسع المفتوح اليوم أكثر منه مطلقًا!