في رحاب العائلة الإنسانية، يواجه بعض الأطفال ظروفاً حياتية خاصة قد تفقد فيها روابطها مع كلا الوالدين لأسباب مختلفة. هذه الحالات تتطلب فهماً عميقاً ومعرفة دقيقة للمصطلحات القانونية والاجتماعية المرتبطة بها. سنُلقي الضوء هنا على تعريف "طفلاً بلا أب ولا أم" بموجب القوانين والممارسات الاجتماعية.
وفقاً للقانون المدني المصري، يُعرّف الطفل "اليتيم" بأنه من فقد أحد والديه قبل بلوغه سن الرشد. أما حالة الطفولة التي تخلو تماماً من أي ارتباط وراثي مع الآباء، فإن المصطلح الأكثر شيوعاً لها هو "الأطفال التائهون". يشير هذا الاسم إلى الحالة المؤسفة لعدم وجود رابط قانوني بين هؤلاء الصغار وأبويهم البيولوجيين. وقد يستخدم البعض أيضاً عبارات مثل "الأطفال مجهولي النسب"، لكن هذا المصطلح غير دقيق من الناحية التقنية لأنه لا يؤكد فكرة عدم معرفة نسب الطفل بشكل قاطع.
من منظور إنساني واجتماعي، يمكن اعتبار الطفل الذي ينشأ بدون أبوَيه حقيقة مؤلمة تستدعي التعاطف والعناية الخاصة. تلعب مؤسسات الرعاية الاجتماعية ودور الأيتام دوراً أساسياً في تقديم الدعم والحماية لهؤلاء الأطفال الذين حرمتهم القدر من حضن أسري طبيعي. وتتضمن مهام تلك الجهات توفير التعليم والرعاية الصحية والنفسية اللازمة لتطوير شخصيات متوازنة وجاهزة للاندماج في المجتمع مستقبلاً.
إن فهم دقة المصطلحات المتعلقة بهذه الفئة العمرية أمر ضروري لفهم حقوقها والتحديات التي تواجهها بشكل شامل وموضوعي. وفي النهاية، يبقى هدفنا جميعاً تحقيق حياة كريمة لكل طفل بغض النظر عن خلفياته وظروف ولادته.
