تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين: تحديات وآفاق مستقبلية

في السنوات الأخيرة، شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية. بينما يرى البعض هذه الظاهرة كوسيلة ترفيه ممتعة وتعليمية،

  • صاحب المنشور: سمية بن داوود

    ملخص النقاش:
    في السنوات الأخيرة، شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية. بينما يرى البعض هذه الظاهرة كوسيلة ترفيه ممتعة وتعليمية، إلا أنها أثارت أيضاً مخاوف بشأن تأثيراتها المحتملة على الصحة النفسية لهذه الفئة العمرية الحساسة. تتطرق الدراسات الحديثة إلى مجموعة واسعة من القضايا المرتبطة بهذا الموضوع، بما في ذلك الإدمان، والعزلة الاجتماعية، والتغييرات السلوكية والنفسية.

**الإدمان على الألعاب الإلكترونية**

أصبحت مشكلة إدمان ألعاب الفيديو قضية عالمية تحتاج إلى معالجة جدّيّة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يمكن اعتبار الاعتماد الزائد على الألعاب الإلكترونية مرضًا نفسيًا جديدًا يُعرف باسم "اضطراب اللعب". هذا الاضطراب يتميز بمستوى غير طبيعي ومستمر من الانخراط في الأنشطة التفاعلية الرقمية التي تؤدي إلى أعراض انسحاب واضحة عند محاولة تقليل التعرض لها. تشمل الأعراض الشائعة للشخص مدمن الألعاب الشعور بالاستياء والغضب عند عدم القدرة على الوصول إليها، بالإضافة إلى زيادة الوقت الذي يقضيه الشخص أمام الشاشة مقارنة بأنشطة حياته اليومية الأخرى.

بالإضافة لذلك، قد يواجه المدمنون تغييرات جسدية مثل آلام العين بسبب النظر الطويل لساعات طويلة عبر شاشة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول، وكذلك مشاكل النوم نتيجة قضاء الليل متأخراً للعب تلك الألعاب. كما يمكن أن يؤثر إدمان الألعاب أيضًا على العلاقات الشخصية حيث يستبدل المصاب بهذه الحالة التواصل الاجتماعي الواقعي بعالم افتراضي خانق وغير واقعي.

**العزلة الاجتماعية والإثارة المعرفية**

تعزيز البيئات الافتراضية للعزلة الاجتماعية هو جانب آخر مثير للجدل حول تأثير الألعاب الإلكترونية. غالبًا ما توفر هذه البيئات عالماً افتراضياً خاليًا من الضغوط الاجتماعية التقليدية، مما يسمح للمشاركين بتكوين روابط اجتماعية جديدة بناءً فقط على اهتمامات مشتركة داخل لعبة معينة. رغم كون البعض ينظر لهذا الأمر بإيجابية لكونها فرصة للتواصل بين الأشخاص ذوي الاهتمام المشترك بغض النظر عن المسافة الجغراف


Bình luận