- صاحب المنشور: عبد الله الزوبيري
ملخص النقاش:
في عصر العولمة المتسارع اليوم، أصبحت المنافسة العالمية حقيقة واقعة. هذا التحول الجذري يؤثر بشكل كبير على القطاع التعليمي ويطرح العديد من التحديات والاستراتيجيات التي يجب مواجهتها للتكيّف مع هذه البيئة الجديدة. أولى هذه التحديات هي حاجة البرامج الأكاديمية إلى إعادة النظر في محتواها لتلبية متطلبات سوق العمل الحالي والمستقبلي. تُعتبر المهارات الرقمية والتواصل الفعال والإبداع أهم الصفات المرغوب بها لدى الأجيال القادمة من العاملين. بالتالي، هناك ضرورة ملحة لإدراج دورات تدريب مكثفة حول هذه المواضيع ضمن الخطط الدراسية.
كما يتعين علينا التعامل مع مشكلة الوصول العالمي للتعلم. الإنترنت يوفر فرصاً لا تعد ولا تحصى لتحقيق ذلك عبر الدورات الإلكترونية المفتوحة (MOOCs) وغيرها من المنصات الرقمية التي توفر تعليماً عالمياً مجانياً ومتاحاً لجميع الطلاب بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاجتماعي الاقتصادي. لكن الجانب السلبي لهذه الظاهرة هو فقدان الشخصية المحلية للمناهج الدراسية والتي كانت تتمثل سابقاً في التركيز على الثقافات والقيم والمعارف المحلية الخاصة بكل بلد. لذلك، يمكن تحقيق توازن مناسب بين تقديم مادة دراسية شاملة تتضمن الجانب العالمي وبنفس الوقت الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية لكل مجتمع.
بالإضافة لما سبق، فإن تأثير العولمة واضح أيضاً فيما يتعلق باللغة الإنجليزية كلغة مشتركة للتواصل العلمي والدولي. أصبح امتلاك مستوى جيد من اللغة الإنجليزية شرطا أساسيا للحصول على وظيفة تناسب مؤهلاته العلمية وقدراته المهنية. وعلى الرغم من كون العربية هي اللغة الأساسية للأغلبية الكبيرة من سكان العالم العربي إلا أنها ليست ذات حضور واسع خارج حدود الوطن العربي مما يشكل عقبة أمام تطور بعض المجالات البحثية والعلمية داخل المنطقة العربية نفسها.
وفي الختام، فإن الاستجابة الناجحة لتحديات العولمة تشمل تطوير سياسات وتعليمات موحدة داخل الدول العربية لوضع خطط استراتيجية طويلة المدى ترتكز على بناء نظام تعليمي قادر على إنتاج جيل جديد يتمتع بمجموعة متنوعة من المعرفة والمهارات العملية والحياتية اللازمة لدخول سوق عمل عصري وعالمي المستوى وتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي مستدام.