مع بداية رحلة الأمومة، قد تظهر العديد من التغييرات التي تشير إلى احتمالية وجود حمل. هذه الفترة غالبًا ما تكون مليئة بالأعراض الفيزيولوجية والنفسية المختلفة التي يمكن أن تساعد المرأة في اكتشاف الحمل مبكرًا. سنستعرض هنا بعضًا من أكثر الأعراض شيوعا في الأسابيع الأولى بعد الإخصاب.
في الأسبوع الأول بعد الإخصاب، والذي يُعتبر عمومًا منذ اليوم الأول للدورة الشهرية الأخيرة، قد لا تتضح أي علامات واضحة للحمل حتى الآن لأن البويضة المخصبة لم تستقر بعد داخل الرحم. ومع ذلك، هناك مؤشرات نفسية وجسدية بسيطة قد تبدو غير عادية بالنسبة لنظامك الطبيعي. أولى هذه العلامات هي تأخير الدورة الشهرية؛ وهو أحد المؤشرات الأكثر موثوقية للحمل ولكنها ليست حاسمة دائمًا بسبب الاختلافات الفردية في دورتك الشهرية. بالإضافة إلى ذلك، بعض النساء يشعرن ببعض الغثيان الخفيف أو الصداع المتكرر، لكن هذه الأعراض أيضًا طبيعية ويمكن ربطها بتقلبات هرمونية أخرى.
بينما ندخل في مرحلة الأسبوع الثاني من الحمل، تبدأ بعض الأعراض الجسمية في الظهور بشكل أكثر أهمية. واحدة من أبرز تلك الأعراض هو زيادة التوتر والتعب الشديد مما يجعل حتى النشاطات البسيطة مثل الاستحمام أو الطهي مرهقة للغاية. هذا يعود أساسًا لارتفاع مستويات هرمون البروجسترون الذي يعمل على الاسترخاء وتسهيل عملية الحمل. كما يمكن أن يحدث نزيف خفيف يعرف باسم "نزيف الانغراس"، وهو نتيجة لانغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم. وعلى الرغم من أنه ليس كل امرأة تعاني منه، إلا انه يعد أحد الأدلة القاطعة على الحمل عند ظهوره.
الأعراض النفسية أيضا تصبح بارزة خلال هذه الفترة. العديد من النساء يشعرن باكتئاب طفيف أو تقلب مزاجي كبير بدون سبب واضح - وهذا ناتج كذلك عن التقلبات الهرمونية المرتبطة بالحمل. كما قد تشعر البعض برغبات شديدة تجاه أنواع معينة من الطعام أو كراهيتها لها فجأة.
بالإضافة للأعراض البيولوجية والنفسية، تبدأ المستقبلات الحسية للتذوق والشم في التحسس بشدة للمثيرات الخارجية، بما فيها الروائح والأطعمة التي كانت مقبولة في السابق وقد تصبح مكروهة حاليًا بسبب حساسية الشم المفرطة أثناء الحمل.
إن معرفة هذه الأعراض وتحليلها يساعد كثيرًا في التعرف على الحمل وكيفيه التعامل معه بشكل صحيح ومريح قدر الإمكان قبل زيارة الطبيب الرسمي. تذكر دائما أن كل جسم مختلف وأن تجارب الحمل مختلفة لكل شخص. إذا كنتِ قلقَّة بشأن عدم ظهور أي أعراض، فقد تحتاجين لإجراء اختبار دم أو بول لتأكيد التشخيص بدقة أكبر.