• صاحب المنشور: غيث بن إدريس
  
  ملخص النقاش:
  

  شهدت العقود الأخيرة ظهور تطور هائل في مجال الاتصالات والتكنولوجيا الحديث مع انتشار واسع لوسائل التواصل الاجتماعي والتي لم تعد مجرد أدوات تبادل معلومات بل أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. هذا التوجه الجديد له آثار كبيرة ومتعددة الجوانب تتضمن جوانب صحية نفسية خاصة لدى فئة الشباب الذين يعتبرون الأكثر تعلقا بهذه الوسائل مقارنة بالأجيال الأخرى.

من ناحية، توفر هذه المنصات فرص socializing and networking غير مسبوقين حيث يمكن للأفراد بناء شبكات اجتماعية افتراضية واسعة قد تشمل شخصيات مؤثرة عالميا أو أفراد ذوو اهتمام مشترك مما يعزز الشعور بالانتماء والمشاركة الاجتماعية. كما أنها مصدر مهم للمعلومات والترفيه ويمكن استخدامها كدعم نفسي عند شعور الفرد بالحزن او الوحدة عندما يتواصل مع الأصدقاء أو يستمد الطاقة الإيجابية عبر المحتوى الذي ينشرونه. ولكن هناك جانب مظلم لهذه القصة أيضا وهو التأثيرات السلبية المحتملة على الصحة النفسية للعقول الناشئة.

إحدى المخاطر الرئيسية هي اضطراب النوم. الاستخدام الليلي المتزايد لمنصات مثل Facebook, Instagram, TikTok, وغيرها غالبا ما يؤدي إلى تأخير موعد النوم وبالتالي نقص جودة النوم والعواقب الصحية المرتبطة بذلك كالزيادة في معدلات الاكتئاب والقلق والإجهاد الذهني. بالإضافة لذلك فإن التعرض المستمر للضغوط المجتمعي وقيم الجمال المثالية التي تعرضها هؤلاء المؤثرون قد يساهم في خلق صورة ذاتية سيئة وانخفاض الثقة بنفسهم بين مستخدميه الأصغر سنّا.

كما تلعب منافسة الأفكار والأراء دوراً محورياً هنا أيضاً ؛ فقد يشعر المستخدم بعدم القدرة على مواكبة كم المعلومات الكبيرة الموجودة عليه تلك المنصات وهذا الأمر قد يؤدي لشعوره بالإرهاق وضعف التركيز وفقدان الحافز الدراسي بسبب الانحراف عن الهدف الأساسي للاستخدام والذي كان تحقيق نجاح أكاديمي وللحصول علي فرصة عمل مناسبه مستقبلًا.

في الجانب الآخر نجد حالات التنمر الإلكتروني المنتشرة بكثافة داخل بيئات الإنترنت المختلفة سواء كانت عامة أم مغلقة ضمن مجتمعاتها الخاصة؛ فتلك التصرفات تصيب الضحية بحالة شديدة من الأذى النفسي وقد تمتد لتصل لحالات انتحار حقيقية حسب الاحصائيات الحديثة حول العالم . بالتالي أصبح ضروري اتخاذ إجراءات أكثر فعالية ومناقشة دور القطاعات التعليمية وأهلية لرصد واحتواء هذه الظاهرة الخطيرة وتقديم الدعم اللازم لهاته الفئات العمرية الحرجة。