تعتبر مراقبة نمط التبرز لدى الطفل حديث الولادة جانبًا حيويًا لرعاية الأمومة. يمر الأطفال خلال مراحل مختلفة في تطوير نظامهم الهضمي، مما يؤثر بدوره على تكرار وطبيعة حركات الأمعاء لديهم. هذا المقال سيوضح لك كيفية تتبع وتوقع هذه التغييرات الطبيعية في إنتاج البراز لدى طفلك الصغير.
في الأشهر القليلة الأولى من الحياة، قد يبدو الجدول الزمني لحركة الأمعاء غير ثابت بسبب طبيعة النظام الغذائي المتغير للطفل. يستهلك معظم الرضع الحليب كمصدر أساسي للغذاء، والذي يتم هضمه بشكل مختلف قليلاً مقارنة بالأغذية الأخرى. لذلك، فإن تحديد موعد محدد لإخراج البراز ليس أمرًا شائعًا، إلا أنه يمكن ملاحظة بعض النماذج العامة التي تساعد الآباء والأمهات على فهم ما هو طبيعي وما يستحق الانتباه إليه.
خلال أول أسبوعين بعد الولادة، يُطلق على براز الطفل اسم "البراز الأخضر"، وهو عبارة عن مخاط متكتل يحتوي على مواد مخاطية ومواد أخرى تم تنظيفها أثناء وجود الطفل داخل الرحم. هذا النوع من البراز غني بالمادة الصفراء ويعتبر جزءاً طبيعياً من عملية الاستعداد لاستقبال الطعام الخارجي. بمجرد بدء الرضاعة المعتمدة على الحليب، سواء كان ذلك عبر الثدي أم زجاجة، ينتج الطفل نوع جديد من البراز يعرف باسم "براز الحليب". يتميز بكونه أخف وأكثر ليونة من السابق، ولون أصفر فاتح إلى بني ذهبي مع روائح خفيفة مميزة للحليب. قد يحدث هذا البراز عدة مرات يوميًا وقد يصل حتى عشر مرات لأطفال الرضاعة الطبيعية بسبب سرعة امتصاص الجسم للمواد المغذية الموجودة بالحليب. أما بالنسبة لحديثي الولادة الذين يحصلون على تركيبة صناعية، فقد يكون لديهم عدد أقل من عمليات الإخراج لكن بنفس الشدة والقوام.
مع مرور الوقت ومع دخول أنواع جديدة من الغذاء للنظام الغذائي الخاص بهم -مثل إضافة أغذية مضغوطة للأطفال بدايةً من عمر ستة أشهر تقريباً- يتباطأ إنتاج البراز ويتغير شكله أيضاً. سيصبح البراز أكثر كثافة وسُمكًا ولكن لن يفقد خصائصه الفريدة المرتبطة بما يأكلونه حالياً. عادةً ما يكون لدى الأطفال الذين يكبرون وينتقلون نحو مرحلة الجلوس ثم المشي عدد أقل بكثير من حركات الأمعاء اليومية مقارنة بفترة رضاعتهم المبكرة؛ حوالي مرتان إلى ثلاث مرات فقط كل يوم تعد ضمن المعدلات العادية لمثل سنهم.
باتباع هذه الخطوط العريضة لفهم كيف يتطور انتظام التبرز لدى الأطفال الصغار، يمكنك الشعور بثقة أكبر حول حالة صحة طفلك واحتياجاته الخاصة فيما يتعلق برنامجه الغذائي وعادات الذهاب لدورة المياه. إن أي اختلاف ملحوظ خارج نطاق المعايير المقترحة هنا يجب عرضه على متخصص الرعاية الصحية للتحقق منه واتخاذ الإجراء المناسب إذا استدعى الأمر ذلك.
