مرحباً بكِ يا سيدة العزيزة! مرحلة حملكِ الثلاث أشهر الأولى هي فترة حاسمة ومثيرة للعديد من التغيرات الجسدية والعاطفية. هذه الفترة قد تكون مليئة بالأعراض التي يمكن أن تشير إلى حملكِ الناجح، ولكنها أيضاً قد تتداخل مع علامات أخرى. دعينا نستعرض أهم الأعراض المبكرة للحمل وكيف يمكنك التعرف عليها بشكل صحيح خلال هذه الأشهر الثلاثة الأولى.
مع بداية الحمل، يبدأ جسمكِ في التحول لدعم نمو جنينكِ الصغير. أحد أكثر الأعراض شيوعاً هو تأخّر الدورة الشهرية، الأمر الذي غالباً ما يكون أول مؤشر لكِ على احتمالية الحمل. إذا كنتِ تعتمدين على دورتكِ المنتظمة لتتبع أيام خصوبتكِ ووجدتِ أنها تأخرت، فقد يكون هذا العلامة الأولى. ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب الأخرى لتاخّر الدورة غير الحمل مثل الضغط النفسي، تغييرات الوزن، والتغييرات الهرمونية الشائعة في سن اليأس. لذلك، من المهم القيام باختبار الحمل المنزلي إذا كانت لديك شكوك حول حمله محتمل.
بعد التأكد من الحمل، ستبدئي ملاحظة مجموعة متنوعة من الأعراض التي ترتبط مباشرة بتغيرات هرمونية شديدة تحدث داخل جسمكِ. واحدة منها هي الشعور بالتعب والإرهاق بشكل كبير، وهو عرض معروف باسم "الإعياء". هذا الإحساس بالإرهاق ليس فقط نتيجة لنقص النوم لكن أيضًا بسبب زيادة إنتاج هرمون البروجسترون الذي يساهم في استرخاء العضلات وتوسيع الأوردة مما يجعلك تشعرين بالضعف العام. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه بعض النساء نزيفًا خفيفًا يسمى "نزيف الانغراس"، يحدث عادةً عندما ينغرس البويضة المخصبة في بطانة الرحم بعد حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الإخصاب.
من بين الأعراض الأخرى التي قد تعانين منها خلال الأشهر الثلاثة الأولى: الغثيان والقيء المعروف باسم "مرض الصباح"، حتى لو كان يحدث خارج ساعات الصباح؛ الصداع؛ تغيرات مزاجية؛ حساسية تجاه الروائح والأطعمة المختلفة؛ تورّم الثديين وجفافهما؛ كثرة التبول بسبب تغيير مستوى الهورمونات والدفق المتزايد للدم لرحمكِ.
على الرغم من تعدد هذه الأعراض، إلا أنه من الجدير بالذكر أنه ليست كل النساء يعانين منها بنفس الطريقة أو الدرجة. بعضهن قد يشعرن بثقل طفيف بينما البعض الآخر قد يكافحن بشدة ضد أعراض قاسية للغاية. التواصل مع طبيبك الخاص أمر حيوي إذا لاحظتي أي تغييرات مفاجئة أو مستمرة في صحتك العامة أثناء فترة الحمل.
في النهاية، رحلتك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هي جزء مهم جداً من رحلة الأمومة. اعلمي أن معظم تلك الأعراض مؤقتة وأن رعاية نفسك جسمانياً وعاطفياً ستساعدك على اجتياز هذه الفترة بكل سهولة وآمان بإذن الله تعالى.