يعد القدرة على الجلوس بشكل مستقل خطوة هامة في نمو طفلكِ وتطوره الحركي. هذا الأمر ليس فقط مؤشرًا على تقدمه ولكن أيضًا يشير إلى زيادة قوته العضلية ونموه الذاتي. عادةً، تبدأ معظم الأطفال في تحقيق هذه المهارة بين سن 6 إلى 8 أشهر، مع وجود بعض الاختلافات الفردية التي تعتبر طبيعية تمامًا. ومع ذلك، هناك عوامل عديدة تؤثر في توقيت بدء الطفل بالجلوس بمفرده، مثل صحته العامة ونوع ولادته وحالته الصحية عند الولادة وغيرها.

في الأشهر الأولى بعد الولادة، ستلاحظين أن طفلك يستطيع رفع رأسه وضبط نظره بينما هو ممدد على بطنه. بحلول الشهر الرابع تقريبًا، قد يتمكن من الدعم الجزئي ويبدأ تدريجيًا في الجلوس مع المساعدة. هنا يأتي دوركِ كأم لتقديم الدعم المناسب باستخدام وسائد ناعمة أو وضع يديك تحت كتفه أثناء جلسته. هذه الخطوات البسيطة تساعد طفلك على اكتساب الثقة والاستقرار اللازمين لبدء الجلوس بمفرده لاحقًا.

مع تقدم طفلك نحو الستة أشهر، سوف يظهر عليه علامات الاستعداد الأكبر للجلسة المستقلة. سيصبح أكثر ثباتاً ويتمكن من تثبيت جسمه لفترة قصيرة بدون مساعدة خارجية. خلال هذا الوقت، يمكن تشجيع طفلك عبر تقديم الألعاب المثيرة للاهتمام أمامه عندما يكون جالسًا مدعومًا حتى يحاول تحريك نفسه لمشاهدتها بنفسه. كما ينصح بإعطائه الفرصة للتدرب على الجلوس باستمرار لكن برفق شديد لتجنب الإرهاق والإصابات المحتملة.

بحلول الشهر الثامن، غالبية الأطفال سيكون لديهم القوة والعضلات اللازمة لبدء الجلوس دون دعم. ربما لن تستمر فترة جلستهم لأكثر من دقيقة أول مرة، لكن سرعة تقدمهم مثيرة للإعجاب حقا! سيجدون المتعة في استكشاف العالم من حولهم وهم جالسون ويمكنكم تعزيز مهاراتهم الجديدة بحرص من خلال توفير بيئة آمنة وغنية بالحوافز المرئية والملمسية المحفزة لاستكشافها وجربها بأنفسهم.

تذكر أنه بينما يعد الوصول لهذه المعالم التطويرية جزءا أساسيا من رحلة طفولتك الصغيرة، فإنه لكل طفل خصوصيته الخاصة بالتقدم الزمني والطريقة الشخصية لذلك، فلا داعٍ للقلق إذا تأخرت قليلاً عن متوسط العمر العادي المعلن عنه سابقا. كل ما تحتاجينه فعله الآن هو تتبع مراحل نمو صغيرتك واستمتاع اللحظات الرائعة التي تمر بها جنبًا إلى جنب.