• صاحب المنشور: عبد الواحد بن عثمان
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الرقمي الحالي، أصبحت اختراقات التكنولوجيا جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. هذه الاختراقات التي كانت تهدف إلى تسهيل الاتصال والتواصل بين الأفراد حول العالم، قد أثرت بطريقة غير متوقعة على بنية الأسرة التقليدية. الدراسات الاجتماعية تشير إلى مجموعة معقدة ومتنوعة من التأثيرات الإيجابية والسلبية للتكنولوجيا على علاقات الأسرة. فمن ناحية، يمكن للوسائل الإلكترونية أن تعزز التواصل بين أفراد العائلة الذين يعيشون بعيدًا، مما يوفر لهم الفرصة للمشاركة في الحياة اليومية لبعضهم البعض حتى وإن كانوا جغرافياً مفصولين. لكن بالمقابل، هناك مخاوف بشأن كيفية استخدام تلك الأدوات ومنها الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر في المنزل وتأثير ذلك السلبي المحتمل على الوقت الذي يقضيه كل فرد مع الآخر داخل الأسرة الواحدة.

بالإضافة لذلك، فإن وجود وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الإنترنت أدى أيضاً لتغييرات كبيرة في طريقة تفكير الأطفال والمراهقين تجاه قيم مثل الخصوصية والعائلة والصداقة الحقيقية مقابل الصديقات الوهميات عبر الشاشات. بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة باستخدام الانترنت كالعرض الزائد للمحتوى الجنسي والإدمان غير الصحي للألعاب الإلكترونية وغيرها الكثير.

وبالتالي، يتعين علينا كمجتمع أن نتعامل بحكمة مع التحدي الكبير الذي فرضته التكنولوجيا الحديثه لإعادة توازن علاقتنا بالأسرة والحفاظ عليها خالية قدر المستطاع من الآثار الضارة لهذه الثورة المعلوماتية.