تمر فترة الطفولة بمراحل متعددة تحوي تحولات جسمانية ونفسية واجتماعية هامة تؤثر بشكل كبير في تشكيل شخصية الفرد وتحديد مساره المستقبلي. تبدأ هذه الفترة منذ الولادة وحتى سن البلوغ، عادة ما تكون بين الـ12 إلى الـ18 عاماً حسب العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية. يشهد الطفل خلال هذه الأعوام تغيرات مهمة مثل اكتساب المهارات الحركية والمعرفية والعاطفية والسلوكية التي تعتبر أساسية لنموه الشامل.

يمكن تقسيم مرحلة الطفولة إلى ثلاث مراحل رئيسية: الطفولة المبكرة، الطفولة المتوسطة، والمراهقة. كل مرحلة لها خصائصها الفريدة والتي تساهم في تعزيز نمو الطفل وتمكينه اجتماعياً وعاطفياً وفكرياً. تحتل السنوات الأولى أهمية قصوى حيث يبدأ الطفل بتكوين روابط وثيقة مع مقدمي الرعاية له ويتعلم التواصل والتعاون والتكيف مع البيئة المحيطة. كما تستمر عملية التعلم والاستكشاف في المرحلة الثانية لكن بزيادة قدرته على التفكير المنطقي والإبداع. أخيراً، تعد المراهقة نقطة التحول الأكثر دراماتيكية حيث يواجه الشباب تحديات جديدة تتعلق بحقوقهم واستقلاليتهم ومعتقداتهم القيمية وسط الضغط الاجتماعي للتغير الجسدي والنفسي.

إن فهم ديناميكيات مرحلة الطفولة وما تنطوي عليه من تطورات ضروري لفهم سلوك الإنسان لاحقاً وصحة نفسيته وتعليماته وتعليماته التعليمية. لذلك فإن دعم الأطفال ورعايتهم أثناء هذا الوقت الحاسم أمر حيوي لبناء مجتمع أكثر إنسانية وتعاطفا وإنتاجا.