الحمل رحلة فريدة ومدهشة تمر بها المرأة خلال فترة تسعة أشهر تقريبًا. إنها مرحلة مليئة بالأحداث والتغيرات الجسمية والعاطفية التي تتطلب فهمًا ودراسةً جيدةً ليتمكن كل من الزوجين من التعامل معها بشكل صحيح وفعال. سنستعرض هنا تفاصيل هذه الرحلة الطبية الرائعة بمراحلها المختلفة وأبرز الأعراض المرتبطة بكل مرحلة.
تبدأ عملية الحمل بتخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي داخل قناة فالوب لتكون الزيجوت، وهو أول خلية حية للجنين. بعد ذلك، تنتقل هذه الخلية إلى الرحم وتنغرس فيه، مما يؤدي إلى تثبيت الجنين وبداية ظهور بعض العلامات المبكرة للحمل مثل غياب الدورة الشهرية والإرهاق الشديد والقيء الصباحي.
مرحلة الثلث الأول من الحمل (الأسبوع الأول حتى نهاية الأسبوع الثاني عشر): يعتبر هذا الوقت الأكثر حساسية وانتشاراً لأعراض الحمل التقليدية، والتي تشمل الغثيان والقيء وفقدان الشهية وآلام الثدي المتزايدة. بالإضافة لذلك، قد تواجه النساء التعب العام والشعور بالإمساك بسبب تغيرات الهرمونات والحجم المتغير للمعدة وجهاز الهضم. كما تبدأ المشيمة في العمل كوسيلة نقل غذائية بين الأم وجنينها منذ اليوم الرابع عشري.
في الفترة ما بين نهاية الأسبوع الثانية عشر والنهاية الخامسة عشرة، تميل أعراض القيء وغثيان الصباح إلى الانخفاض تدريجياً بينما تستمر زيادة وزن الحامل وثدييها بالحجم والكبر نتيجة تأثيرات هرمون البرولاكتين المسؤول أيضًا عن إنتاج اللبن لاحقًا أثناء فترة الإرضاع الطبيعي. خلال هذه المرحلة تحديد جنس الطفل أمر ممكنٌ باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية.
أما ثلث الحمل الأخير فتتراوح مدته عادةَ بين خمس عشر أسبوعٍ حتّى الولادة المنتظرةُ سواء كانت طبيعية أم قيصرية بناءً علی الحالة الصحية للأم واتساع عنق الرَّحم استعدادا لإخراج الجنيــن الخارج منها ثم انتقالَه لسطح الأرض مستخدما قواه العضلية الجديدة حديثا ولونه الأحمر الناعم. ويحتاج جسم الأُم لهذه الأشهر الأخيرة مزيدا من الراحة والاسترخاء واتباع نظام غذائي مغذي وصحي لتوفير الطاقة اللازمة لها ولمولودها الجديد.
ختاماً، يعد حمل المرأه واحدة من أهم المحطات المؤلمة والمبهجة بحياة أي إنسانة، إذ تجمع بين الألم والألمس الضائع وشوق الانتظار المُر وعشق الوصول للهدف العزيز.. نسأل الله الصحة لكل أمهات العالم وأن يحمي أبنائهن ويجعلهم ذخراً لوطنهم وخير مثال لهم فى الدنيا وفي الآخرة بإذنه سبحانه وتعالى.