مع التقدم العلمي الكبير في مجال الطب والوراثة، أصبح من الممكن الآن تحديد جنس الجنين خلال مراحل مبكرة من الحمل. هذه العملية تُعرف باسم "فحص جنس الجنين". هناك عدة تقنيات تستخدم لهذه الغاية، ولكل منها مزاياها وعيوبها الخاصة. سنستعرض هنا بعض الطرق الأكثر شيوعًا لتحديد جنس الجنين مع التركيز على الأمان النسبي لكل طريقة.
- التقنية الصوتية عبر المهبل (TVS): تعتبر هذه التقنية واحدة من أكثر الطرق الدقيقة لفحص جنس الجنين، خاصة بعد الأسبوع العشرين من الحمل. يستخدم هذا الفحص جهاز الموجات فوق الصوتية الموجه إلى رحم الأم من خلال مهبلها. يوفر هذا الوضع صورة واضحة لجسم الطفل ومناطق الحوض، مما يسمح بتحديد وجود الأعضاء التناسلية للجنين بدقة عالية. رغم كونها دقيقة للغاية، إلا أنها قد تكون غير مريحة بالنسبة للمرأة وقد تتطلب تحضيرًا خاصًا قبل التصوير.
- اختبار الدم البسيط (NIPT): يتمثل اختبار NIPT في أخذ عينة دم من الأم لتحليل الحمض النووي الحر للجيب، والذي يمكن اكتشافه حتى أثناء الثلث الأول من الحمل. يعود ذلك إلى دخول خلايا جنينية صغيرة من المشيمة إلى مجرى دم الأم، ويمكن استخدام تلك الخلايا لكشف كروموسومات الجنس لدى الطفل. يعدّ اختبار NIPT آمنًا جدًا للأم وللحمل ولا يشكل خطر الإجهاض كما هو الحال في بعض الاختبارات الأخرى التي تستدعي إدخال إبرة داخل الرحم. ومع ذلك، فقد حددت الدراسات الحديثة أنه رغم دقته المرتفع نسبيًا، فإن نسبة الخطأ المحتملة فيه لا تزال موجودة وتقدر بحوالي 1%.
- السائل الأمنيوتي (Amniocentesis): تتم هذه العملية بعد مرور حوالي 15 أسبوعاً من الحمل عبر إدخال إبرة رفيعة بين فقرات الظهر للحصول على كمية صغيرة جداً من السائل الأمنيوتي الذي يحيط بالجنين مباشرة. ثم يتم فحص عينات الخلايا لاستخراج معلومات مهمة تشمل تحديد جنس الجنين بالإضافة إلى احتمال وجود مشاكل خلقية أخرى محتملة مرتبطة بجينات الطفل. تعد هذه الطريقة فعالة بشكل كبير ولكنها تحمل مخاطر طفيفة للإجهاض تتراوح بين 0.5% و1% حسب مراكز التحليل المختلفة حول العالم بسبب طبيعة التدخل الطبي فيها. لذلك ينبغي اختيار المركز المناسب لأداء مثل هذه العمليات تحت رقابة طب غدد الصماء الجنيني الصارم للتخفيف من أي مضاعفات محتملة.
- تحليل السيليكون الخلوي (CCS): وهو مشابه للسائل الأمنيوتي لكن باستخدام سحب بسيط لسائل الزغابات المشيمية عوضا عنه وذلك أيضا بعد مرور حوالي ١٣ اسبوعا من بداية الحمل . وهذه الوظيفة خالية تمامآ تضاءلت فرص حدوث هذة المضاعفات منذ عمليات المستقبل بدون مخاطرة أى سبب مباشر للإجهاد او الإباضة المسامية عند القيام بهذا النوع الخاص بإجراء القياس ويتم استخدامه عندما يكون عمر حمل الام اقل بكثير مقارنة بطرائق الفحص الاخرى السابق ذكرها وان كانت دقتة أقل بكثير عنها وبذلك يكون المعيار الرئيسي لدقتة الاعتماد عليه فى حالة عدم توافر حمل سابق للاختيار بينهما .
تذكر دائمًا أنه من الضروري التشاور مع محترفين متخصصين قبل اتخاذ قرار بشأن إجراء أي نوع من أنواع فحص جنس الجنين لأن كل حالّة مختلفة عن الآخرى ويعتمد القرار النهائي عليها وعلى احتياجاتك الشخصية وأهدافك الصحية العامة كذلك . إن فهم المخاطر والفوائد لكل تقنية سيجعل عملية الاختيار أكثر سهولة بناءً علي نتائج حالتك وتاريخك المرضي والشخصي أيضًا ! فالهدف الأساسي دائماً هو ضمان الصحة والعافية للأم وجنينها وضمان سلامتهم جميعكم وحياة سعيدة لهم ان شاءالله!