- صاحب المنشور: مجدولين بن موسى
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، برزت التحديات البيئية كأولوية عالمية ملحة، ومن بين هذه التهديدات الأكثر شيوعاً تغير المناخ. يؤدي الاحتباس الحراري الناجم عن الانبعاثات الكربونية إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على المجتمعات الحضرية. يمكن لهذه التغييرات أن تتسبب في ارتفاع مستويات سطح البحر مما يعرض المناطق الساحلية لمخاطر الفيضانات المدمرة، بالإضافة إلى زيادة تواتر الظواهر الجوية القاسية مثل الأعاصير والحرائق والفيضانات. كما تسهم ظاهرة الاحتباس الحراري في تزايد درجات الحرارة القصوى خلال الصيف والتي قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة خاصة للأفراد المسنين والأطفال.
بالإضافة لذلك، يرتبط غياب التخطيط العمراني المستدام بتفاقم تأثير تغير المناخ على المدن. فالبنية الأساسية غير المرنة والمباني الغير مقاومة للظروف الجوية الشديدة تزيد من عرضة سكان المدن للتأثير السلبي لتغير المناخ. وبالتالي، هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في السياسات والتخطيطات العامة لتحقيق بيئات حضرية أكثر مرونة وصمودا أمام المتغيرات المناخية المحتملة. وهذا يتطلب بذل جهود متضافرة بين الحكومات المحلية والشركات الخاصة والمجتمع المدني لتنفيذ استراتيجيات خُطّط لها بعناية تعمل على تخفيف الآثار السلبية وتساهم في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
من جانب آخر، يشكل البناء الأخضر أحد الحلول الفعالة لتكييف المباني مع آثار التغيير المناخي. حيث تعتمد هذه الطريقة على تصميم وإنشاء مباني تقوم بإنتاج الطاقة بنفسها باستخدام موارد طبيعية قابلة للتجديد. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام المواد العازلة وقنوات تهوية فعالة تساعد أيضا في تقليل استهلاك الكهرباء وخفض معدلات حرارة الداخل. إن دمج التقنيات الحديثة كتلك المرتبطة بالطاقات المتجددة والنقل العام الذكي سيؤدي بلا شك نحو تحقيق مدن ذات قدر أكبر من القدرة على الصمود والاستمرارية بغض النظر عما يحدث خارج حدودها الطبيعية.
وفي النهاية، تعد قضية تغيّر المناخ واحدة من أكثر المواضيع أهمية بالنسبة للمستقبل الاستدامة للسكان الحضريين حول العالم. ولا يتمثل دورنا كمواطنين ومخططي مدن إلا في العمل جنبا إلى جنب لإيجاد حلول مبتكرة تسمح لنا بالحفاظ على نمو مدينتنا بوتيرة آمنة ومتوازنة تضمن بقائنا واستقرار مجتمعنا بغض النظر عن تحديات الزمن المقبل.