حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنها- واحدة من الشخصيات البارزة والمحورية في تاريخ الإسلام. تُعدّ ابنة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما شخصية أساسية في نشر رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كانت زوجته الرابعة للنبي الكريم بعد وفاته الخديجة وابنتها زينب وأسماء بنت عميس رضي الله عنهن جميعاً.
اسم "حفصة" مشتقٌ من الفعل الثلاثي "حفص"، والذي يعني التمسك والتثبيت. وهذا الاسم يعكس ثباتها وتمسكها العميق بالإيمان والدين، حيث لعبت دوراً رئيسياً في الحفاظ على القرآن الكريم وضبط معانيه. كانت معروفة بحفظتها الفائقة للقرآن الكريم منذ الطفولة حتى اعتبرت أحد رواة الحديث النبوي الشريف.
عاصرَت حفصة فترة مهمة للغاية في بداية الدعوة الإسلامية وفي توسعها وانتشار تعاليم الدين الجديد بين العرب والعجم alike. لقد شهدت بدء هجرة المسلمين إلى الحبشة ومن ثم الهجرة إلى المدينة المنورة. كما عايشت الفتوحات الإسلامية التي امتدت شرقا وغربا تحت قيادة خلافتها الراشدة الصديقية والفاطمية والأموية والبحرية وغيرها الكثير!
بالإضافة لتفرعاتها العلمية والدينية, برعت أيضاً كأم وكاتبة وحاكمة مؤقتة للمدينة المنورة خلال غزوات أبيها الشهيرة ضد الفرس. تركت بصمتها الواضحة عبر توثيق وصايا النبي لأهل بيته وعائلات الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين والتي تعرف اليوم باسم "وصايا الرسول".
إن حياة حفصة هي مصدر إلهام لكل مسلم ومuslima يرغبون في اتباع خطوات تقوى وثبات سيدنا محمد وتسديد سننه القويمة. إن احترامها لتعليماتها والنظر إليها كقدوة يمكن لهؤلاء المسافرين نحو الجنان متابعة مسارات نورانية تؤدي بهم لتحقيق هدف كل انسان وهو مرضاة خالق الكون عز وجل ودخول جنانه واسعه أبوابه رحابه رحمه رب العالمين.