إذا كنتِ امرأةً تعانين من مرض "تكسر خلايا الدم"، مما يؤدي إلى شعورك بطعم الدم في حلقك خلال فترة الصيام، فأنتِ محققة في رفع يديك عن فريضة الصوم إن وجدتِ ذلك مشقا عليكِ. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أهمية استشارة الطبيب لتحديد مدى تأثير هذا المرض على حالتك الصحية العامة. وفقا للشريعة الإسلامية، يجوز لك الفطر إن قدر المحتسبون أن الصوم سيسبب لك ضررا جسديا. وعلى الرغم من ذلك، فقد ترغبين في طلب المشورة الطبية لإدارة حالتك الصحية مع الاستمرار في أداء واجباتك الروحية.
من المهم فهم أحكام وشروط الصيام بالنسبة للأفراد الذين لديهم ظروف صحية خاصة مثل حالتك. البلعة المتعمدة للدماء تؤدي إلى كسر صيام الشخص والصوم نفسه يعد باطلًا. إلا أن البلع الغير مقصود أو الذي يحدث بشكل طبيعي بسبب طبيعتك الخاصة، لن يؤثر في صحة صيامك. لذلك، عندما تواجه هذه الحالة أثناء إفطار رمضان، لا داعي للقلق بشأن إنهائه لصيامك.
وعند إعادة صلاة الفرض -أي قضائها لاحقا- نصح الفقهاء بالاحتياط وعدم بلع أي قطرات محتملة من الدم تتسرب لحلقك. كما ذكر بعض علماء الدين الكرام أن عدم القدرة على الامتناع عنها، سواء نتيجة لقرحات اللثة أو استخدام فرشاة الاسنان وغيرها، ليست سببًا لمفارقة الصيام شرطًا أن تحاولي منع دخوله جذع الرئة قدر المستطاع. ولذلك، تأكدِي دوما من اجتناب العدوانيات التي يمكن أن تدفع الدماء نحو داخل جسمك لما فيها من مخاطر تهديد الصحة الجسدية والنفسية أيضا.
ومن الجدير ذكره هنا أنه حتى وإن تمكنتِ من القيام بالقضاء عقب انتهاء شهر الصوم، فسيكون هناك حاجة لدفع فدية لكل يوم مددتيه فيه عن الشهر الكريم، وفق ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول النبي محمد:" مَن ماتَ ولهُ من الْحَجَّ حجّةٌ وآتَهُ الإسلامُ مالاً وقدرةً فلم يحجِّ فَلْيقْضِهِ عنه وليٌّ له". وهذا يأتي عبر إعطاء الطعام للمحتاجين بمعدّل ثمن صاعٍ للفرد، وهو ما يساهم بدور فعال في دعم المجتمع المضحي بنفسه لخدمتهم مجانا مقابل تلك الوجبة الغذائية المباركة. نسأل الله عز وجل الشفاء والعافية والسداد والحكمة لنا ولكافة المسلمين والمؤمنين كافة.
