- صاحب المنشور: شذى بن إدريس
ملخص النقاش:
تنطلق محادثتنا هنا من نقطة مركزية هي أهمية الأدب والموسيقى والثقافة المرئية في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الروابط الثقافية. حيث يجمع النشيد الوطني السعودي بين اللحن العربي والتقليد الموسيقي الإقليمي ليصبح رمزاً للهوية ويُظهر القدرة الخلاقة لهذه الأعمال الفنية على توحيد جمهور مختلف ومترامي الأطراف. وفي الوقت نفسه، يدعو النص لقراءة أعمق للأعمال الفنية البصرية وفكرها، حيث تسعى العديد من التجارب الإبداعية إلى مزج مهارات فنية مختلفة ومضامين شخصية لإنتاج رؤى فريدة للعالم. إن لكل قطعة فنية صوت سردي مميز ترسم به خيوط الماضي وتفتتح أبواب المستقبل، وهي بذلك تعتبر قناة للتعبير عن المشاعر والعواطف بطريقة غاطسة تؤثر عميقاً لدى الأفراد والجماهير المتنوعة.
في قلب المناظرة التي قادتها "شذى بن إدريس"، يتم طرح سؤال ذو مغزى: هل تكمن قوة الكلمة والصوت في إحداث تغييرات مجتمعية كبيرة؟ وعلى الرغم من كون الموسيقى والأدب أدوات عظيمة للتوحيد والحفاظ على الهوية، إلا أنها أيضاً تحمل رسائل اجتماعية وقضايا سياسية تمثل حاجة ملحة للتوعية والتغيير. مثال حي لهذا يأتي من خلال النشيد الرسمي للسعودية، والذي يعمل كمصدر عزاء ووحدة وطنية، بالإضافة لدوره في ترسيخ قيم المواطنة داخل المواطنين. وبالمثل، تُعتبر الوسائط البصرية فرصاً رائعة للفنانين لعرض تاريخهم وثقافتهم، وبالتالي فتح خطوط حوار حول مواضيع حساسة واجتماعية غالبًا ما يُتجاهلها الخطاب العام الاعتيادي. إن تجاوُز الحدود التقنية والتركيز على المعاني الذاتية يسمح بتكوين هياكل مرئية ذات وظيفة ثنائية: إيصال الأحاسيس ورصد الواقع الجاري حولنا بطرق مبتكرة وملفتة للاهتمام. أخيرا وليس آخراً، يقترح العديد من المتحاورين بأن الفن بكل أشكالِه يشكّل حلقة ربط رئيسية بين الأجيال ويحفز الوعي الذاتي عند الأفراد والمجموعات كافة.