• صاحب المنشور: هدى الطاهري
  
  ملخص النقاش:
  مع استمرار تطور التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة مذهلة، أصبح تأثيرها المحتمل على سوق العمل قضية رئيسية للنقاش. يوفر هذا التحول التقني فرصًا كبيرة لإعادة تشكيل الصناعات وتعزيز الكفاءة والابتكار, ولكنه أيضاً يشكل تهديداً لبعض الوظائف التقليدية. سنستعرض في هذه الدراسة كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على وظائف الإنسان وكيف يمكن للعاملين والمجتمع ككل الاستفادة منه.

**التهديدات التي تطرحها أدوات الذكاء الاصطناعي**

أحد أهم التأثيرات الفورية للذكاء الاصطناعي هي القدرة على التعويض أو حتى عزل بعض الوظائف. العديد من العمليات الروتينية القائمة على البيانات ويمكن تكرارها باستمرار قد تكون عرضة للتحويل إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي. هذا صحيح خاصة في قطاعات الأعمال حيث يتم استخدام روبوتات الدردشة الآلية وأنظمة المساعدة الرقمية لتلبية طلبات العملاء مباشرةً، مما يلغي الحاجة لموظفين بشريين مؤهلين لهذا الغرض. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخوارزميات المتعلقة بالتعلم العميق قادرة على القيام بمهام حساسة تتطلب مستوى معين من الحكم البشري سابقاً، مما يعزز المخاوف بشأن فقدان الوظائف للأفراد ذوي المهارات المنخفضة نسبياً ولكن ذات الطلب المرتفع نسبيًا داخل المجتمع.

**الفرص الجديدة التي يفتحها الذكاء الاصطناعي**

رغم هذه التهديدات الواضحة، إلا أنه هناك عدد كبير من الفرص الجديدة المقدمة بواسطة تكنولوجيا AI والتي تستطيع خلق مواطن عمل جديدة تماماً غير موجودة اليوم. بحسب تقرير حديث صادر عن "مجلس باريس الاقتصادي" وبنك UBS، يُقدر أن أكثر من 13 مليون فرصة عمل ستظهر نتيجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الـ10 المقبلة حول العالم. هذه الوظائف غالبا ما ترتبط بتطوير وتدريب وتوجيه الأنظمة الآلية وليس مجرد التشغيل الأساسي لها - وهو دور يتطلب فهم عميق لكيفية تصميم واستخدام البرمجيات والأجهزة المرتبطة بها. كما توفر الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي الوقت والجهد اللازمين للقوى العاملة البشرية كي تقوم بأعمال أصعب وأكثر تعقيدا بصورة أفضل بكفاءة أكبر وأقل خطأ.

**التحول نحو مهارات المستقبل: إعادة تدريب القوى العاملة**

بالنظر لما سبق، فإنه ليس أمر مستبعد بأن يتعين على كثير من الأفراد تعلم مهارات متخصصة مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة للتكيف مع بيئة العمل المتغيرة. الحكومات والشركات ملتزمة بالفعل بإعداد الجيل الجديد للمهارات المطلوبة مستقبلاً عبر مشاريع مختلفة تتعلق بالتمكين الرقمي والتوعية والتدريب المناسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يفقدون أعمالهم بسبب تقدم التكنولوجيات الناشئة. يعد التعليم مدى الحياة أحد أهم الدعائم لدعم الأخذ بهذا النوع من الانتقال التدريجي والسليم لمنطق العمل الحالي. ومن المهم أيضا دعم المشاريع الصغيرة ورو