الفن الشعبي السعودي: المجرور رحلة عبر التاريخ والتراث الثقافي

التعليقات · 0 مشاهدات

"المجرور"، ليس مجرد مهرجان تقليدي؛ بل هو تعبير فني حي لمزيج الفولكلور والشعر والرقص الذي يعكس عمق التراث الثقافي للحجاز بالمملكة العربية السعودية. يعت

"المجرور"، ليس مجرد مهرجان تقليدي؛ بل هو تعبير فني حي لمزيج الفولكلور والشعر والرقص الذي يعكس عمق التراث الثقافي للحجاز بالمملكة العربية السعودية. يعتبر هذا الفن جزءاً لا يتجزأ من حياة المواطنين هناك، خصوصاً سكان مدينة الطائف.

يتمثل جوهر "المجرور" في أداء جماعي متناغم يُركّز على القصائد المكتوبة للأحداث الاجتماعية المختلفة مثل الأعراس والمعالم الدينية. تتضمن العروض مجموعة متنوعة من الحركات الإيقاعية المصاحبة لدقات طبول طائر الجمشت، بالإضافة إلى الأداء الراقص المعقد من قبل الفرق المدربة. يساهم استخدام الملابس التقليدية الخاصة بهذا النوع من الأداء في ترسيخ الهوية المحلية وتعزيز الروابط المجتمعية.

على الرغم من انتشار مشابه لأشكال أخرى من الموسيقى والفولكلور العربي، إلا أن ما يجعل "المجرور" مميزاً هو طابعه الجماعي المتآلف وصحة أدائه والتي تنقل رسالة الوحدة والقوة المشتركة بين المشاركين فيه. يرجع تاريخ نشأة هذا الفن القديم إلى قرون مضت عندما كان يحظى بشعبية كبيرة لدى قبيلة ثقيف، ومن ثم انتشر تدريجيًّا ليصبح رمزًا بارزًا لتاريخ وحاضر المنطقة الجنوبية بالمملكة العربية السعودية.

وتُظهر مراسم الاحتفال بتشكل فريق "المجرور". حيث يشكل اثنان عشرة مشاركًا صفين مواجهين لبعضهما البعض وهم يرتدون زياً موحداً تُطلق عليه تسمية "الحويسي". تبدأ العرض بدوار الطبول والإيقاعات بأنغام الآلات، وبعد ذلك يأتي دور الفنانين الذين يؤدون أغاني بناءً على قصيدة شعر قصيرة ذات refrain ثابت. وفي حين يغني طرف واحد منهم، يدخل راقص آخر مختار بخفة وتناسق ملفتان للعين لينضم لعضويه الآخرَين لإضافة المزيد من النكهة الديناميكية للقصة الموسيقية الشاملة باستخدام قفزاتها المتنوعة كنوع جديد ومتفرد داخل منظومة "الشَبْشرَّة". يبقى تأثير هذا التحفة التراثية واضحا تمام الوضوح رغم مرور الوقت، مما يدل بشكل مؤثر على أهميته ودوره الحيوي ضمن نسيج الحياة اليومية للسكان المحليين ذوي الجذور العميقة بالعادات والتقاليد المحلية.

التعليقات