تعتبر الفنانة سهيلة بن لشهب واحدة من النجوم البارزين في الساحة الفنية الجزائرية والعربية، وقد خطت خطوات واسعة نحو العالمية بإبداعاتها الموسيقية الغنية والتزامها العميق بالحفاظ على التراث الثقافي الجزائري. ولدت هذه المغنية والمؤلفة والممثلة الشاملة في عام 1977 في العاصمة الجزائرية، وأثبتت منذ بداية مشوارها أنها موهبة متعددة الأوجه تستحق الاعتراف بها.
نشأت بن لشهب وسط بيئة موسيقية غنية بتأثيرات متنوعة، فقد تأثرت بالألحان التقليدية والأدب الشعبي، بالإضافة إلى الروح الحداثية التي كانت سائدة خلال تلك الفترة. بدأت رحلتها مع الفن وهي طفلة صغيرة عندما انضممت إلى فرقة "الشيخ عمر" للغناء، والتي ساعدتها على اكتساب الخبرة الأولى لها وتطوير صوتها الخاص.
بعد ذلك، واصلت دراستها الجامعية في مجال الإعلام مما زاد من وعيها بالقضايا الاجتماعية والثقافية، وهو ما ظهر لاحقاً في أعمالها الفنية التي تعكس هموم المجتمع العربي والإنسانية عموماً. دخولها عالم الدراما كان خطوة طبيعية نظراً لتعدد مواهبها الفنية؛ إذ شاركت في العديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية الناجحة.
في عام 2002، طرحت أول ألبوم لها تحت اسم "الحياة"، والذي أصبح نقطة تحول مهمة في مسيرتها المهنية. تميز أسلوبها بالمزج بين الطابع المحلي والشرقي المعاصر مع الاهتمام الكبير بكلمات الأغاني ذات الدلالات الإنسانية العميقة. حققت شهرتها الواسعة بعد إصدار أغنيتها الشهيرة "نجمة النهار"، والتي تعتبر رمزاً للتفاؤل والقوة لدى الجماهير العربية.
بالإضافة إلى نجاحاتها كمغنية ومقدمة برامج تلفزيونية، فإن دور بن لشهب ككاتبة أغاني مؤثرة ليس أقل أهمية. تتمتع بخيال نابض وإبداع صادق يعكسان تجارب الحياة اليومية لشعبها وعاطفته تجاه القيم الإنسانية والقومية. قدّمت العديد من الأعمال المثيرة للتفكير حول الحب والخيانة والحنين الوطن.
إن تأثير سهيلة بن لشهب يمتد خارج حدود الجزائر؛ فهي خير سفيرة للموسيقى والفنون العربية على الصعيد الدولي. حظيت باحترام كبير واحتفاء من قبل نقاد وشخصيات بارزة في العالم الغربي، مما عزز مكانتها كواحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا وحضورا في المشهد الصوتي العالمي حاليًا وفوق كل ذلك تبقى هويته الوطنية مصدر إلهام واستمرارية لمشاريع المستقبل المنشودة ضمن نطاق فن وثقافة المنطقة العربية الواسعة .
