كانت الفنانة الراحلة سعاد حسني رمزًا بارزًا في تاريخ السينما والدراما المصرية، وقد برزت كواحدة من أهم وأبرز نجمات الشاشة الذهبية خلال فترة الخمسينيات والستينيات وحتى الثمانينيات. ولدت سعاد حسن عبد الفتاح إبراهيم عام 1943 ونشأت في حي باب الشعرية بالقاهرة، وهو ما ساهم بشكل كبير في تشكيل شخصيتها وتكوين شخصيتها الفنية الفريدة.
بدأت مسيرتها الفنية مبكرًا عندما شاركت لأول مرة في فيلم "بابا أمين" عام 1959، ثم توالت أعمالها الناجحة مثل "صراع في الوادي"، و"الزوجة الثانية"، و"الزوجة رقم 13". حققت سعاد نجومية واسعة بسبب موهبتها الطبيعية وتمثيلها القوي والتعبير الدرامي العذب، مما جعل منها مقصدًا للمشاهد العربي والعالمي.
كما ساهمت سعاد في تألق أعمال أدبية شهيرة عبر شاشة الفن المصري، بما في ذلك رواية "الكرنك" للكاتب نجيب محفوظ، ورواية "قنديل أم هاشم" لنجيب سرور، وغيرهما كثيرًا. كما أنها حظيت بإعجاب النقاد وحصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية تقديرًا لإبداعاتها وموهبتها الاستثنائية.
على الرغم من اعتزالها العمل الفني لفترة وجيزة في نهاية ثمانينات القرن الماضي، عادت سعاد إلى الأضواء بعدد محدود من الأفلام قبل أن يغمض عليها القدر عينيه المفعمتين بالإبداع والحياة سنة ١٩٨٠. رحلتْ تاركةً خلفَها إرثاً فنِّياً خالدَاً يُذكرُ دوماً لدى مُحبي الفنِّ الجميلِّ والمبدعين العربِ الذين سبقوْا زمانَهُم بفنهِم المتألق. إنَّ ذكرى سعاد ستبقى باقيةٌ للأجيال الصاعدة لتتعلم منها ويستلهم روح الإبداع لديها.