خيري بشارة، أحد أبرز رواد صناعة الأفلام المصرية، ترك بصمة واضحة ومؤثرة في تاريخ السينما هناك. ولد عام 1926 ونشأ وسط أسرة ثرية ومتعلمة في القاهرة، مما شكل خلفية ثقافية غنية لجهوده الفنية اللاحقة. بدأ مشواره المهني كممثل قبل أن ينتقل إلى الإخراج بشكل نهائي.
كان أول فيلم له كمدير فني هو "الزوجة الثانية" (1954)، والذي مهد الطريق لمجموعة متنوعة من الأعمال التي عكست تفرد رؤيته الفنية. يشتهر بشارة باستخدام الألوان الزاهية والموسيقى التصويرية القوية لتحقيق تأثير بصري قوي في أفلامه. كما أنه اشتهر بإنتاج دراما اجتماعية عميقة تعالج قضايا اجتماعية وسياسية مهمة.
من بين أشهر أعمال خيري بشارة الفيلم الموسيقي الشهير "آه يا ليل"، والذي حقق نجاحا ساحقا عندما صدر عام 1957. تناول هذا العمل مواضيع الحب والتحديات الاجتماعية بطريقة آسرة وملفتة للنظر. بالإضافة لذلك، قدّم بشارة مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنواع الأخرى بما يشمل الرومانسية والدراما الجنائية والإثارة والحركة وغيرها الكثير.
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه خلال الخمسينيات والستينيات، واجه بشارة تحديات تتعلق بالمحتوى السياسي لأعماله تحت حكم الرئيس جمال عبد الناصر. ومع ذلك، استمر في إنتاج الأفلام حتى نهاية الثمانينات، تاركا إرثاً ثرياً من الأعمال التي ما زالت تحظى بتقدير كبير لدى نقاد وصانعي الأفلام المصريين والعرب اليوم.
توفي خيري بشارة في ديسمبر 2008 عن عمر يناهز الـ82 عاما، لكن تراثه الحي سيظل محفورا في قلوب محبي الفن السابع عربيا وعالميا. يبقى اسمه رمزا للتزام المبدعين تجاه فنونهم وتصوراتهم العميقة للحياة البشرية المعاصرة.