فيصل القاسم، اسم لامع في سماء الإعلام العربي, هو مثال حي لكفاح الطموحات والإلتزام بالتغيير. بدأ حياته العميلة بجهد بسيط في الزراعة وكافة الأعمال اليدوية لإعالة عائلته الفقيرة قبل أن يصبح أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم الصحافة والبث التلفزيوني.
نشأت القصة عندما ولد فيصل القاسم عام ١٩٦١ في القرية الصغيرة والثعله بمحافظة السويداء بسوريا. هذه البيئة المتواضعة زرعت داخله حب التعلم ورغبته الجامحة لتخطي الظروف الصعبة. التحق بكلية الآداب وعمل بشكل مكثف للحصول على درجة البكالوريوس في الأدب الانجليزي من جامعة دمشق. لكن طموحه كان بلا حدود، فتوجه لاحقا لدراسة الماجستير والدكتوراة في ذات المجال بمدرسة الدراسات العليا بجامعة هال بالمملكة المتحدة.
بعد خوض تجربة قصيرة كمحاضر جامعي، سرعان ما وجدت موهبة فيصل طريقها نحو العالمية عبر بوابة الإعلام الغربي. بدايةً، شارك بإعداد ونقل الأخبار بلغة الضاد لقناة BBC بين العامين ١٩٨٨ و١٩٨٩ ، ومن ثم انضم لفريق شبكة MBC السعودية منذ مطلع التسعينات. لكن شهرته حقا جاءت مع برنامج "التوجه المقابل"، والذي بثّه مباشرة للشارع العربي لسنوات طويلة بواسطة قناة الجزيرة الفضائية مما أعطاه مكانته الخاصة وسط مشاهدي المنطقة والعالم أجمع.
بخلاف براعته أمام الكاميرات، ترك فيصل بصمه واضحة لدى الكتاب العرب أيضا. لم تتوقف نشاطاته عند الحدود المحلية -حيث نشر مقالات بأبرز المطبوعات المحلية تشمل جريدة الشرق وحين لندن بالإضافة لجريدتين دوليتين وهي الشرق الأوسط– وإنما امتد ليشارك المجتمع الثقافي الروائي أيضًا بإصدار ثلاث أعمال بارزة : السياسة والفنون واحتفظ واسترسل والحوار المبني بشبه التفكير داخل الثقافات العربية القديمة .
على الرغم من الاعتراف الكبير بثرائيته المعمورة وبراعته المستمرة أثناء المشاهد الحيّة , إلّا انه مازال يعيش حياة تقليدية شبيهة بما استهل به المسار الشخصي حين تزوج بامرأة سنية وطنيتها نفسها وأنجبا ثلاث أبناء ؛ بنت سميت أصلى وصبي يدعى آدم وآدم آخر كذلك . وهكذا يبقى ابن سوريا المناضل رمزًا للصمود والتحديث بالنظر للمجتمع الأكبر حول الوطن العربي وخارجه ايضا .
