سليمان عيد، أحد أشهر وأبرز الوجوه الكوميدية في مصر والعالم العربي، بدأ مشواره الفني منذ التسعينيات ليصبح أحد أقطاب الضحك في الدراما التلفزيونية والإنتاج المسرحي. ولد سليمان عبد العزيز محمد سعيد (والذي عرف لاحقاً بسليمان عيد) عام 1967 بالقاهرة وتوجّع طفولته بين أحضان أسرة متوسطة الحال، مما أثّر بشكل كبير على شخصيته وغذى فنه فيما بعد.
بدأ سليمان مسيرته كممثل هاوٍ في فرق مسرح جامعة القاهرة أثناء دراسته للفنون الجميلة. انضم إلى فرقة "مسرح مصر" التي شاركت في العديد من الأعمال الناجحة مثل "حدوتة مصرية"، والتي كانت نقطة تحول مهمة في حياته المهنية. خلال هذه الفترة، تعاون مع كبار الكتاب والممثلين الذين ساعدوه على تطوير موهبته.
بعد تألقه في المسرح الجامعي والتلفزيوني، خطا سليمان Eid خطوات واسعة نحو الشهرة عندما اختاره الفنان عادل إمام لتقديم دور البطولة أمام نجم الجماهير الكبير ضمن مسلسل "أزمة نسب". هذا الدور كان بداية الانطلاق لسليمان نحو النجومية وبداية عصر جديد له كواحد من عمالقة المواهب الكوميدية الصاعدة آنذاك. ومن هنا بدأت تتوالى الأدوار البارزة والأعمال الرائجة.
على الرغم من شهرته الواسعة إلا أنه لم ينسى جذوره الشعبية وظلت مواضيع أعمالِه قريبة ومفهومة للشعب المصري والعربي عامةً؛ فقد تناولت العديد منها القضايا الاجتماعية بطريقة ذكية وساخرة جعلتها تشد المشاهدين أكثر فأكثر. كما حرص أيضاً على تقديم نوع مختلف من الكوميديا السوداء عبر بعض أفلامه الشهيرة كالفيلم الشهير "اللمبي".
بالإضافة لمسلسلاته العديدة وأفلامه التي حققت ملايين المشاهدات داخل وخارج الوطن العربي وحصدت جوائز عديدة، فإن ارتباط اسم سليمان بمشاركاته الإيجابية خارج الشاشة يجعل منه رمز لأخلاقيات المهنة أيضًا. فهو دائمًا ما يدعم المؤسسات الخيرية ويشارك المجتمع بتوعيتهم بالأمراض الخطيرة وغيرها من الحملات الإنسانية المتعددة الأهداف.
في ختام رحلة مليئة بالإنجازات والضحك والحب الشعبي، يستحق سليمان عيد مكانة خاصة ليس فقط بين محبيه ولكنه أيضا جزء لا يتجزأ من تاريخ الفن الكوميدي المصري المعاصر ورمز للتفاعل الاجتماعي العميق بما يحمله بين طياته من رسائل اجتماعية مستترة خلف الضحكة الخفيفة والساخرة. إنه مثال حي لجهد وإخلاص وجهود فردية قادتهم للساحة العالمية للفنانين العرب.