ولد الشاعر العراقي الكبير سمير صبيح عام 1970 في حيّ الصدر ببغداد، وسط ظروفٍ اجتماعية واقتصادية متردية. رغم تأخره في الالتحاق بالمدرسة بسبب هذه الظروف، بدأت موهبته الأدبية تتضح منذ شبابه. اتجه نحو كتابة الشعر الشعبي في الثمانينات، مما عرّضه للسخرية والاستهزاء لدى البعض. لكن لم يدم هذا الوضع طويلًا؛ فقد اكتشف مواهبه مجموعة من الشعراء المخضرمين الذين شجعوه ودعموه.
كان للخدمة العسكرية دورٌ مهمٌ في تشكيل مسار حياته الفنية حين التقَـى بسياب على الطريق، الذي قدم له فرص التواصل مع نخبة من زملائه الشعراء. هنا أصبح اسمه معروفًا بين أهل الفن والأدب، وانتشر صيته خارج حدود مدينته الصغيرة أيضًا. شارك في العديد من المناسبات الثقافية، وفاز بجائزة "أفضل شاعر" في مهرجان الرباط للشعر بالمغرب سنة ١٩٩١.
إلى جانب الشعر المكتوب، كتب صبيح قصائد غنائيَّة تغنى بها فنانون بارزون كموسيقار العرب مروان خوري ومحمد عبد الوهاب وهيثم يوسف. ترك بصمة واضحة عبر مشاركاته المتنوعة ببرنامج 'ثالثنا الهوى' ورواية قصصه الإنسانية المفعمة بالألم والحنين عبر محطاته التلفزيونية الأخرى.
توفي سمير صبيح عام ٢٠٢١ اثر حادث مروري مروع بطريق ديالى - بغداد تاركا خلفه تراثا أدبيا غنيا شهد له نقاد بأنّه أحد أهم الشخصيات المؤثرة ضمن الأجيال الجديدة لأقطاب شعر النبط بالعراق وخارجها أيضاً .