منى سراج، إحدى أيقونات الإعلام السعودي المعاصرة، تُعتبر نموذجًا يُحتذى به للإناث الشابات طموحاتهن عالية والمتميزات بصبرهن وتصميمهن لتحقيق النجاح في عالم غالبًا ما يسيطر عليه الذكور. ولدت هذه الشخصية المؤثرة في المملكة العربية السعودية عام 1978 لتُصبح أحد أعلام الحركة الثقافية والإعلامية الحديثة. بدأت رحلتها الأكاديمية بحصولها على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الهاشمية بالأردن عام 2004. ومع ذلك، كانت شغوفة دائمًا بالمجال الإعلامي، فتوجهت نحو الاحتراف المبكر حيث تمكنت بسرعة من اكتساب مكان لها ضمن صفوف الرواد في هذا المجال.
بدأ مشوار منى سراج المذهل بتولي وظيفة مذيع لدى قناة "إل بي سي" اللبنانية الشهيرة بين الأعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٩ والتي حققت فيها نجاحات مبكرة خاصة أثناء تقديمها لبرنامج "عيشوا معانا". سرعان ما انتقلت خبرتها الواسعة ليصبح لديها دور هامٍ كمسؤولة موارد بشرية أولى للبنك السعودي البريطاني (ساب)، بالإضافة لإدارتها لشركة العلاقات العامة "انتلكت ميديا" بجدة. ثبات قدمها جعل منها شخصية موضع اهتمام إذ تولت رئاسة تحرير مجلة سيدتي لما يقارب خمس سنين قبل الانتقال لرئاسة تحرير مجلة أخرى رائدة هي "هي".
التزامها المتواصل بالإبداع والتطور قادها لعالم السينما عندما التحقت بمجموعة روتانا حيث استلمت إدارة محتوى قنواتها حتى العام ٢٠١٨. ولكن perhaps أكثر اللحظات تألقًا جاء بحياتها الشخصية حين تزوجت بالإعلامي الكبير علي العلياني في حفل كبير أقيم بفندق هيلتون بجدة حضره وجوه بارزة من الوسط الفني والثقافي. يذكر أنهما التقيا لأول مرة أثناء العمل سوياً ببرنامج "عيشوا معنا".
على جانب آخر، يعد الدكتور علي العلياني مثالًا حيًّا لفارس الأحلام؛ فهو حاصلٌ على بكالوريوس علوم إعلام جامعة الملك عبدالعزيز بجده. بدأ مشواره الصحفي منذ بداية القرن الحالي قبل انتقاله للقناة الشهيرة "روتانا خليجية" حيث برز بلقب جديد له وهو مقدِّم برنامج "يا هلا". واستمرت مسيرته المهنية بإتقانه لدوره كمحاور لبرامج حوارية مثل "معالي المواطن" التي عكس فيها قدرته الثاقبة لاستكشاف المشكلات المجتمعية وتعاطيه المدروس والمعمق للأحداث اليومية المختلفة. بذلك، شكل الزوجان علامتين فارقتين تتآزر مواهب كل منهما مع الأخرى لتشكيل قصة حب ناجحة تلهم الكثير نحو تطوير الذات والحفاظ على المثابرة طريقًا نحو تحقيق الآمال والأحلام. إن حياة هؤلاء الثلاثة توحي بأن العمل الجاد والصبر هما المفتاحتان الرئيسيتان للسعادة وإطلاق القدرات كاملاً بغض النظرعن الظروف الخارجية.