ياسر الياسري، اسم بارز في سماء السينما العراقية والعربية، يعتبر أحد رواد الحركة السينمائية الحديثة في بلده الأم. وُلد هذا الفنان المبدع عام 1962 في بغداد, حيث بدأ شغفه بالأفلام منذ سن مبكرة. رغم التحديات السياسية والأمنية التي شهدها العراق خلال العقود الأخيرة, ظل الياسري مصراً على متابعة حلمه وتقديم أعمال فنية تعكس الواقع المعاصر مع التركيز على القيم الإنسانية.

بدأ مسيرته المهنية كمصور سينمائي قبل انتقاله إلى كتابة وإخراج الأفلام القصيرة والطويلة. أول أفلامه الروائية الطويلة "المدينة الخالية"، صدر عام 2004, حققت نجاحاً كبيراً محلياً ودولياً, مما فتح الباب أمامه للمشاركة في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية. استمر في إثراء المشهد الفني العربي بمجموعة متنوعة من الأعمال مثل "موطني", "آخر أيام المدينة", و "الباب الأخضر".

تتميز أفلام ياسر الياسري بتناولها لمواضيع حساسة تتعلق بالإنسان والتاريخ والثقافة العراقية. يستخدم تقنيات سينمائية مبتكرة لخلق تجربة مشاهدة غامرة تجمع بين الجمال البصري والقضايا الاجتماعية الراهنة. بالإضافة إلى ذلك, فقد أسس مدرسة خاصة لتدريب المواهب الشابة في مجال صناعة الأفلام, بهدف نقل مهاراته ومعرفته للأجيال الجديدة.

على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه خارج حدود وطنه, إلا أن عمل ياسر الياسري يعكس دائماً ارتباطه العميق بتاريخ وثقافة العراق. فهو ليس مجرد مخرج سينمائي; إنه سفير الثقافة العراقية وعامل تغيير اجتماعي في مجتمعه. إن إسهاماته ستستمر في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين والشباب المتحمس للسينما حول العالم العربي.