تُعتبر تقلا شمعون إحدى أبرز الوجوه الفنية في العالم العربي، فهي ممثلة لبنانية ذات حضور قوي ومشوار فني غني بالإنجازات. ولدت تقلا في الخامس من ديسمبر عام ١٩٦٦، لوالدها الخوري بطرس شمعون وشقيقتَيه مارغريت وبياريت؛ وتخرجت من الجامعة اللبنانية بشهادة في التواصل المرئي والمسموع ومن ثم حصلت على دبلوم دراسات عليا في الإخراج والتمثيل. بدأت رحلتها نحو الشهرة منذ عام ١٩٩٢ عندما ظهرت لأول مرة عبر الشاشة الصغيرة في فيلم ناجي العلي.
طريقها نحو القمة لم يكن سهلاً، لكن موهبتها وتميزها جعلا منها رقماً ثابتاً في مجال الفن. يُعتبر دورها كـ "عليا" الأم الروحية للشخصية الرئيسة في مسلسل "روبي"، أحد أشهر أعمالها عربياً، مما ساعد في ترسيخ مكانتها بين مشاهدي المنطقة. كما ترك دور "ليلى الظاهر" في مسلسل "عروس بيروت"، تأثيراً عميقاً على مسيرتها المهنية وفق تصريح لها شخصياً.
لم تتوقف حرفيتها عند حدود الأدوار الثانوية فقط؛ فقد أثبتت براعتها كممثلة رئيسية أيضًا، مثل مشاركتها البارزة في أفلام متنوعة تشمل "الجزيرة المحرمة"، و"جيران"، بالإضافة إلى فيلمَيْ "بيروت بالليل". علاوة على ذلك، برزت قدراتها المسرحية من خلال العديد من الأعمال المسرحية المثيرة للجدل والأعمال الناجحة الأخرى.
في جانب مختلف تمامًا عن الجانب الفني، أسست تقلا مع زوجها المنتج والمخرج طوني فرج الله أكاديميتي وسامة للتدريب الفني، تحت رعاية مؤسسة الراحل أديب خير لإعداد المواهب الجديدة ودعم تطوير مهاراتهم. تقدير الجمهور لهؤلاء المجتهدين واضحٌ للغاية حين شاهدوا جائزة موركس Dor مزيدتان تكريمًا لعطاءاتها الأخيرة بأداء متميزين - أحدهما لدورها الحائز على الجوائز في الفيلم القصير "مورين المقدسة المتنكّرة" وفي الآخر نظير مسيرتها الاحترافية المثالية.
هذه هي قصة حياة تقلا شمعون؛ مزيج نادر من العمل الجاد والحماس والإخلاص لاختصاصاتها المختلفة سواء داخل وخارج عالم التصوير. إنها تجسد روح المنافسة العالمية وتحقيق الأحلام بلا كللٍ وبذلك تستحق حق الاستحسان والاستماع إليها بشكل كبير لدى الناس حول الوطن العربي والعالم اجمع!