ولدت أسمهان توفيق، التي تعتبر واحدة من نجمات الدراما الأردنية والفلسطينية، في مدينة عمان بالأردن لعائلة ذات جذور فلسطينية، مما منحها هوية ثقافية مميزة شكلت جزءاً كبيراً من شخصيتها الفنية. تعود جذور عائلتها إلى مدينة الناصرة شمال فلسطين، وهي العناصر التي أثرت بشكل كبير على رؤيتها الفنية وتميزتها الثقافي.
بدأت مسيرة أسمهان التمثيلية مبكرةً عندما انضمت إلى فرقة المسرح الجامعي أثناء دراستها في جامعة اليرموك. اكتسبت خبرة واسعة خلال مشاركتها بعددٍ من الأعمال الجامعية، الأمر الذي مهد الطريق أمامها للدخول إلى عالم الفن الاحترافي. وبعد تخرجها سنة ٢٠٠٧ بشهادة بكالوريوس أدب إنجليزي وآداب عربي، اتجهت نحو العمل التلفزيوني والإنتاج الدرامي المحلي والعربي.
برزت موهبة أسمهان الواعدة سريعاً عبر دور البطولة في مسلسل "الحياة موش حلّه"، وهو عمل درامي اجتماعي يسلط الضوء على قضايا الشباب والأسر في المجتمع الفلسطيني. هذا الحدث كان نقطة تحول رئيسية في حياتها المهنية، حيث حظيت بإشادة نقدية كبيرة وأصبحت معروفة باسم "أخت سوسن". تميزت قدرتها على التجسيد الراقي لشخصيات مختلفة ومتنوعة، ما جعل منها رمزا للأداء الروحي والعميق.
على الرغم من كون معظم أعمالها تتمحور حول القضايا الاجتماعية والثقافية الخاصة بالقضية الفلسطينية والأردن، فإن أسمهان توسعت أيضاً لتشمل الأدوار التاريخية والدينية. برز مثال ذلك بدورها البارز كمريم العذراء في المسلسل الديني الشهير "عهد الدم"، والذي سلط الضوء على أحداث تاريخية هامة تتصل بالعصور الإسلامية المبكرة.
خلال مشوارها المهني الطويل، لم تقتصر مواهب أسمهان فقط على التمثيل؛ بل امتدت أيضًا لتشمل الإخراج والتأليف. فقد شاركَتِ الفَنَّانةُ القادرةُ في إنتاج عدة أعمال تلفزيونية وإخراج بعض المقاطع القصيرة المتعلقة بحالات اجتماعية معاصرة. تُجسد هذه الانجازات مدى تنوع مهاراتها وتعدد قدراتها الإبداعية داخل مجال الإعلام المرئي والمسموع العربي.
وفي نهاية المطاف، تعدُّ شخصية فنانة متكاملة مثل أسمهان توفيق مصدر إلهام لكل النساء العربيات الصابرات والناجحات في المجالات المختلفة -خاصة تلك المرتبطة بمجتمعاتها وعروضاتها الحيوية المستمرة للتقاليد الغنية لبلدان الشرق الأوسط الكبير.