تُعتبر الفنانة اللبنانية نانسي عجرم واحدة من أكثر المغنيات شهرة وأثرًا في العالم العربي والعالم الغربي أيضًا. بدأت مسيرتها الفنية منذ سن مبكرة، وتتميز بصوتها الجميل ورقتها التي تركت علامات فارقة في عالم الموسيقى العربية. ستستعرض هذه المقالة رحلة حياتها ومسيرتها الاحترافية وكيف أصبحت أيقونة فنية محبوبة لدى الجماهير حول العالم.
وُلدت نانسي شهيرة فضل الله الحلو في الرابع عشر من مايو عام 1983 في بلدة الزوق بالقرب من بيروت - لبنان لعائلة مكونة من خمسة أبناء هي البنت الوسطى بين ثلاثة أخوة وثلاثة أخوات. نشأت وسط أجواء عائلية موسيقية، حيث كان والدها وهو أيضا اسمه "فضلالله" يعزف آلات العود والكمان وقد تأثرت بشغفه بالموسيقى منذ طفولتها المبكرة. كانت قد شاركت مع مدرسة الموسيقى التابعة لجامعة الروح القدس عندما بلغت الثامنة فقط مما ساعد على اكتشاف موهبتها وإطلاق طاقاتها الإبداعية.
اكتشف منتج لبناني يُدعى عبد الرحمن شلق الاتصال بها بعد سماع صوتها خلال إحدى المناسبات المحلية. عرض عليها فرصة تسجيل أغاني للأطفال تحت عنوان "ميّاس"، والذي حقق نجاحاً كبيراً آنذاك وأصبح حديث المجتمع اللبناني والفلسطيني خاصةً أولئك المهتمين بالأطفال والأعمال المرتبطة بهم. ومع ذلك، أدى هذا النجاح المفاجئ إلى بعض الصعوبات الأكاديمية لنانسي، لكن دعم والديها وعائلتها جعلها تستمر وتحافظ على توازن دراساتها ومشاريعها الفنية الجديدة.
بعد فترة وجيزة أصدرت نانسي ألبومها الأول المنفرد بعنوان "مافي زيك" عام 2000 وهو الألبوم الذي مهد الطريق أمام فرص أخرى لها لتطوير مهاراتها كممثلة ولادور إضافي مثل تقديم برنامج الأطفال الشهير "شوكولاتا". وبعد سنوات قليلة توالت أعمالها الفنية الناجحة والتي تضمنت العديد من الأغنيات المرئية المجمعة كتلك الموجودة في ألبوماِ "اكتشفت الحب" الذي صدر سنة ٢٠٠٢ وكذلك فيلم الرسوم المتحركة المصاحب لأغنية مشهورة تحمل نفس الاسم بالإضافة لإصدار آخر غير مصنف باسم 'Shemale' وذلك اثناء مشاركتها ضمن حفل افتتاح بطولة كرة القدم العالمية القارية لكرة الصالات للمحترفين الرجال والتابع لاتحاد أمريكا الجنوبية للعبة ذات السمة الرياضية المعروفة باسم كوبا أمريكا.
استمرت مسيرة نانسى الرائعة عبر عقدين متتاليْن بإنتاج عدة أقراص مدمجة مُختلفة الأنواع سواءٌ تلك المتضمنَّة لمزيج متنوعٍ ما بین الطراز الشرقي التقليدي وآخر غربي عصري وإن كنت الأكثر انتشارًا فيما تعكس عناصر موسيقا الراي الجزائرية والصوت الأفريقي لكل منها طعم خاص يجذب انتباه المستمع ويخاطب ذائقته الخاصة جدًا أيضًا! ومن أشهر هذه الأعمال "يا سلام" و"اه لو كنت حرة" وغيرهما الكثير.. حتى وصلنا اليوم لرؤية مدى تأثير تأثير شخصيتها المؤثرة داخل وخارج حدود الوطن الأم نحو ترسيم مكان مميز لها ضمن pantheon الشخصيات المؤثرة بمجموعة واسعة ومتنوعة تتخطى الحدود الثقافية والجغرافية بلا استثناء . إنها قصة حياة مليئة بالتحديات والإنجازات تُلهم الجميع برؤية جديدة للحياة والموهبة والثبات بالنفس بغض النظرعن الظواهر الخارجية بما فيها الانتقادات المنتظره طوال الوقت فى طريق كل مبتكر وفريد كهذه الفتاة الجميلة المثابره والتى تحولت الى رمز جميل يذكر دائماً ببلد صغير ولكنه يحمل أحلام كبيرة جداً !
